انطلقت ، اليوم الثلاثاء في نواكشوط، أشغال ندوة إقليمية حول تعزيز التعاون لمكافحة المخدرات والإرهاب بمشاركة وفود من عدة بلدان من بينها المغرب. وأكد وزير الداخلية واللامركزية الموريتاني محمد ولد أحمد سالم ولد محمد راره، أن هذا الملتقي،الذي يشارك فيه ممثلون عن 11 دولة من شمال وغرب ووسط إفريقيا، إضافة إلى فرنسا وإسبانيا وألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يشكل " ترجمة مخلصة لإرادة قادة هذه البلدان وطموحات شعوبها في تعزيز التعاون المشترك في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار في المخدرات ". وقال إن بلاده نجحت في تجربتها لمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود ،انطلاقا من مقاربة شاملة تربط بين بعدي التنمية والأمن وتركز على مقاربة أمنية جديدة على أساس إعادة نشر القوات المسلحة وقوات الأمن وتجهيزها وتكوينها وإنشاء نقاط إلزامية للعبورعلى الحدود . واعتبر وزير الداخلية الموريتاني أنه نظرا لكون الإرهاب ليست له حدود وحجم التحديات الأمنية التي تواجهها دول الساحل وشبه المنطقة فإنه من الضرورة بمكان تضافر جهود الجميع والتنسيق وتبادل المعلومات من أجل التصدى لهذه المخاطر. ومن جهته، اعتبر المدير العام للأمن الوطني الموريتاني اللواء محمد ولد مكت أن المخدرات والإرهاب يشكلان تهديدا خطيرا للأمن والاستقرار والنمو في المنطقة وفي العالم ، وهو الأمر الذي حذا بموريتانيا إلى التصدى لهذه المخاطر، حيث قامت بوضع خطة أمنية متكاملة سواء في ما يتعلق بمكافحة الجريمة المنظمة أو الإرهاب. وأفاد المسؤول الموريتاني بأن بلاده اعتمدت خطة محكمة لضبط ومراقبة الحدود ومتابعة وتفكيك الشبكات الإجرامية ما مكن من تراجع ملموس في نسبة الاتجار وتهريب المخدرات، مشيرا الى انه في ما يخص مكافحة الإرهاب فان بلاده تبنت إستيرتيجية متعددة الجوانب تجمع بين العمليات الاستباقية والإجراءات الوقائية من خلال مراقبة الحدود وإنشاء نقاط حدودية إجبارية ومناطق عسكرية مغلقة. وخلال الجلسة الزوالية قدم وفد عن المديرية العامة للأمن الوطني عرضا عن التجربة المغربية الرائدة في مجال مكافحة الإرهاب والمخدرات من خلال تبني إستراتيجية متكاملة ،فعالة وناجعة، راكمها عبر عدة سنوات وتعتمد في أدواتها على الاستباقية. وتناول العرض انخراط المغرب في المجهودات الدولية باعتباره عنصرا فاعلا في مكافحة التنظيمات الإرهابية بناء على استراتيجية شمولية لا تكتفي بالاعتماد على المقاربة الأمنية فحسب بل تتعداها لتشمل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والدينية والقانونية وغيرها . كما ركز العرض على المجهودات الجبارة التي بذلها المغرب لمكافحة الاتجار في المخدرات، غايته في ذلك القضاء على العرض والطلب معا، كما أن المغرب لم يعد يحارب المخدرات التقليدية وحدها بل المخدرات القوية التي تهرب من أمريكاالجنوبية، وعبر بعض بلدان إفريقيا جنوب الصحراء للعبور إلى أوروبا، مؤكدا، بما لا يدع مجالا للشك، الارتباط الوثيق بين الإرهاب والجريمة المنظمة ولاسيما المخدرات