العثماني يحذر من تغيير الإرهاب لاستراتيجياته وتحالفاته مع الشبكات الإجرامية في مجال تهريب الأسلحة والمخدرات دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، أول أمس الخميس بإسطنبول، المشاركين في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، إلى تطوير مقاربة ذكية ومتكاملة تمكنه من الاضطلاع بدورة كآلية مرنة وعملية تتولى وضع استراتيجيات دولية جديدة للتعامل مع جميع أشكال وأساليب الإرهاب. وحذر العثماني خلال افتتاح أشغال الاجتماع الثاني لهذا المنتدى العالمي، من أن الإرهاب عمل على تغيير استراتيجياته ومناهجه من خلال التمركز في مناطق جديدة ونسج تحالفات معقدة مع العديد من الشبكات الإجرامية التي تنشط في مجال تهريب الأسلحة والمخدرات وربط علاقات وثيقة مع عدد من المجموعات الانفصالية المسلحة، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا للأمن والسلم في العالم. وأكد سعد الدين العثماني، الذي يقود وفدا مغربيا رفيع المستوى في هذا المنتدى استمرت أشغاله على مدى يومين، أن» هذه الوضعية المثيرة للقلق، تحثنا على ملاءمة إستراتيجية المنتدى بما يكفل التصدي بكل نجاعة وفعالية لظاهرة الإرهاب الدولي الذي يتحول ويتأقلم بشكل مستمر، إن على مستوى أساليبه العملياتية أو الفكرية أو الآليات المستخدمة أو طرف الاستقطاب والتخطيط». وأشاد، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، من جهة أخرى بالمجهودات القيمة التي بذلتها مجموعات العمل الخمس التابعة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، خلال الأشهر الماضية، من أجل إقرار عدد من المشاريع الهامة التي تعكس الأولويات التي تم تسطيرها، ومن بينها على الخصوص إعلان الرباط المتعلق بأفضل الممارسات في مجال العدالة الجنائية وإعلان روما الخاص بتأهيل وإدماج المتطرفين العنيفين، وكذا مركز التميز العالمي لمكافحة التطرف العنيف الذي ستحتضنه أبوظبي. كما نوه العثماني في هذا السياق باقتراح الولاياتالمتحدةالأمريكية المتعلق حول إنشاء أكاديمية للتدريب في مجال العدالة والأمن المتعلقين بالمدنيين. ومن جهة أخرى، استعرض وزير الشؤون الخارجية والتعاون الجهود التي بذلها المغرب في مجال التصدي لظاهرة الإرهاب، موضحا أن المملكة راكمت تجربة مهمة في هذا المجال من خلال اعتماد استراتيجية شاملة واستباقية ومتعددة الأبعاد انطلاقا من الرؤية جلالة الملك محمد السادس. وأضاف أن هذه الإستراتيجية تقوم على تعزيز النسيج الاجتماعي الوطني وحمايته من كل أشكال التطرف والقيام بإصلاحات سياسة هامة وتأهيل الحقل الديني وإنجاز مشايع تنموية مهيكلة تجعل المواطن محورا لها. وأشار إلى أن المغرب يعد عضوا نشيطا في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب حيث شارك في كافة أعماله وقدم اقتراحات عملية تم اعتمادها، من بينها توسيع وتعزيز التعاون القضائي بين دول منطقة الساحل والصحراء من خلال برمجة لقاء لفائدة أعضاء النيابات العامة المختصة في قضايا مكافحة الإرهاب بدول منطقة الساحل والعمل على إنشاء شبكة ضباط الاتصال في نفس المجال. وأضاف العثماني أن المملكة ستستضيف يومي 17 و18 أكتوبر المقبل، ورشة عمل حول التحديات الأمنية العابرة للحدود في منطقة جنوب المحيط الأطلسي في إطار أعمال المنتدى، كما ستحتضن في نهاية الأسبوع الجاري اجتماعا وزاريا استثنائيا لتجمع الساحل والصحراء، الذي يضم 28 دولة افريقية، وذلك بهدف إعادة هيكلة هذه المنظمة وجعلها إطارا للتنسيق والتعاون في كافة المجالات وخاصة منها الأمنية والسياسية بين دول هذه المنطقة الحساسة. وخلص الوزير إلى أن الحرب على الإرهاب صراع طويل ومستمر يستدعي تعزيز التعاون وتناسق المبادرات الوطنية والإقليمية والدولية الهادفة لمكافحة هذه الظاهرة. ويضم الوفد المغربي المشارك في أشغال الاجتماع الثاني للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وهو منتدى دولي غير رسمي تم إطلاقه في شتنبر 2011 بنيويورك، على الخصوص، ناصر بوريطة الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، ومحمد لطفى عواد سفير المغرب بأنقرة، ومحمد الصبيحي رئيس قسم القضايا العالمية المتعلقة بالشؤون الأمنية والاجتماعية بالوزارة. ويترأس هذا الاجتماع، الذي يشارك فيه ممثلو نحو 30 دولة، كل من كاتبة الدولة في الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير خارجية تركيا أحمد داوود أوغلو. ويتوخى المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي يعد منظمة غير رسمية متعددة الأطراف لمكافحة الإرهاب، أن يشكل أرضية لصناع القرار وخبراء الشركاء الأساسيين والبلدان المهمة بمختلف مناطق العالم، من أجل تقاسم تجاربهم واستراتيجياتهم وتعزيز قدراتهم لمحاربة ظاهرة الإرهاب. كما شكل هذا المنتدى فرصة لإقرار تعاون أمثل حول سبل تعزيز قدرات الحكومات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني وهيئات أخرى من أجل مواجهة التهديدات الإرهابية وتحديد الاحتياجات الأساسية في مجال محاربة الإرهاب المدني وتعبئة الخبرات والموارد الضرورية من أجل إيجاد الأجوبة لهذه القضايا.