يعتصر قلبي وارسل اهة من عمقاعماق فؤادي . كلما وقفت مضطرا بسيارتي عند اشارة الضوء الاحمر . بشارع الجولان المتواجد بمقاطعة ابن مسيك او ما نسميه زيرو كاط . لتبحر بي الذاكرة الى سنوات السبعينات من القرن الماضي . فهذه البناية التي اقف قبالتها الان وهي مقهى للشيشة . وبجانبها قاعة للقمارواستهلاك المخدرات بكل اصنافها وممارسة انشطة مشبوهة . كانت قبل الاستحواذ عليهااحدى المعالم الشهيرة بمنطقة بوطراحة . سيعرفها قبل ان انطق باسمها من مارسوا شغبهم الطفولي . بهذه الربوع حيث كنا نصطاد كليب الما والفراشات والعصافير . انها سينما العثمانية او لعثامن عندما كنا نريد تدليلها . كانت معبودتنا التي نتحرق شوقا لملاقاتها نهاية كل اسبوع . عندما يسرحوننامن سجن نقبع فيه طيلة اسبوع من الزمان . اهو مدرسة الرافعي المحاصرة بين احياء جوادي وسعاد وافريقيا . كنا نتحرر من عصا معلمينا : الربيعي والبداوي والقماص والفتاحي . وغيرهم ممن اخلصوا في عملهم وكادوا يصلون مرتبة الانبياء . خمسون سنتيما كانت كافية لنا لولوج سينما العثمانية الشهيرة . ويتبقى لنا ما نشتري به نص فيه الطون والحرور . كنا نقصدها زرافات باعداد غفيرة لان ابناء كاريان لحفرة . كانوا يترصدوننا للاستيلاء على دراهمنا والاخذ بتارهم منا . نتيجة اعتداءاتنا عليهم عند مرورهم بحينا اثر ذهابهم الى المدرسة . وهكذا تعلمنا منذ صغرنا ان في الاتحاد قوة . وان الذئب يختار من الغنم الشاة القاصية لينقض عليها . عند وصولنا بسلام مدخل سينما العثمانية كان علينا الوقوف . في صف طويل لا ينتهي ننتظر دورنا بجلد كبير . والا تعرضنا لضربات بالسوط من طرف العملاق مول السمطة . ان خرجنا من الطابور او اخللنا بالنظام اوقمنابالدوبلاج . بعد طول انتظارهانحن امام مولات البيلبلباسها الاحمر . التي تهرف على ما تبقى لدينا من سنتيمات . حتى تنير لنا الطريق الى المقاعد والا تركتنانهيم في الظلام الدامس . او الاعتماد على عود ثقاب للاهتداء الى المكا ن المناسب . لقد علمتنا هي الاخرى اهمية الرشوة التي تشق طريقا وسط الماء . كانت اغنية يازهرة في خيالي لامير الطرب العربي . اول ما تشنف به اذاننا قبل تقديم العرض الاول .وهو عبارة عن فيلم هندي يمتزج فيه الواقع بالخيال. موسيقى ورقص وغناء ومعارك وانتصار البطل واندحارافراد العصابة . والحضور المتاخر لرجال الامن على متن سيارتهم المتهالكة . واهم اللحظات هي توقف الشريط جراء عطب تقني .فنبدا بالاحتجاج على التقني بالصفير وكلمات : و العور وا القرع . لخرج بعد تقديم الفيلم الاول فترة الاستراحة او لانتراكت . ونعود لمتابعة الشريط الثاني من نوع الكراطي . حيث مغامرات بريسلي وانقاده لمحبوبته واسرتها من جبروت عدوه ... سينما العثمانية بفضائها السحري كانت بوابتنا الى العالم الخارجي ...