قررت الدول الغربية الرئيسية اليوم زيادة الضغوط الدبلوماسية على نظام بشار الاسد بطرد دبلوماسيين سوريين من أراضيها في حركة منسقة احتجاجا على مذبحة الحولة. وشاركت الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وكندا واستراليا في المبادرة احتجاجا على المذبحة التي وقعت الجمعة الماضية وقتل فيها 108 مدنيين منهم 49 طفلا و34 سيدة. وذكرت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في واشنطن "هذه المذبحة تعد تعبيرا واضحا عن المخالفات السافرة من جانب الحكومة السورية لالتزاماتها أمام مجلس الامن الدولي". وفي أوروبا، أفاد مايكل مان، المتحدث باسم كاثرين اشتون الممثلة العليا للشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بأن "المذبحة غير مقبولة بشكل تام. العنف خلال عطلة الأسبوع بلغ معدلات جديدة". وأعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن قراره طرد السفيرة السورية لدى بلاده، ودعا مجموعة "أصدقاء سوريا" إلى الاجتماع، عقب المذبحة التي ارتكبت في مدينة الحولة بحمص. وصرح هولاند بأن السلطات ستخطر رسميا السفيرة السورية بقرار الطرد خلال الساعات المقبلة، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده عقب الاجتماع مع رئيس جمهورية بينين، توماس بوني يايي، في قصر الإليزيه. وأعلن وزير الخارجية الألماني، جيدو فيسترفيله في بيان عن طرد السفير السوري في برلين، موضحا ان السفير السوري تم استدعاؤه في مقر وزارة الخارجية الألمانية، ومنح مهلة 72 ساعة لمغادرة البلد الأوروبي. وصرح فيسترفيله "نأمل أن تسجل الرسالة الواضحة التي نبعثها في دمشق، ولا يتم تجاهلها". وأكد الوزير الألماني أنه قبل مذبحة الحولة، كان من الواضح ان سوريا ليس لديها اي مستقبل في ظل نظام الرئيس بشار الأسد. واستدعى وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج القائم بالاعمال السوري لدى لندن لإبلاغه بإدانة البلد الاوروبي لمذبحة الحولة. وكان كبير الدبلوماسية البريطانية قد طالب أمس برد فعل سريع تجاه ما يحدث في سوريا، داعيا لعقد اجتماع لمجلس الامن الدولي لبحث الاوضاع في البلد العربي. وقررت الحكومة الإسبانية طرد السفير السوري في مدريد ردا على القمع الذي يمارسه نظام الرئيس السوري ووقوع مذبحة مدينة الحولة. وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل جارسيا مارجايو من العاصمة البريطانية لندن أنه من الضروري "ضمان وقف العنف في سوريا ووصول المساعدات الإنسانية إلى الذين يحتاجونها وبدء الفترة الانتقالية" التي تنتهي بخروج الأسد من السلطة وإقامة نظام ديمقراطي. وأعلنت الحكومة الكندية طرد "جميع الدبلوماسيين السوريين" من أراضيها، على خلفية المجزرة. وقال وزير الخارجية الكندي، جون بيرد في بيان إن الدبلوماسيين السوريين وأسرهم أمامهم خمسةأيام لمغادرة بلاده وأنه سيتم رفض دخول أي دبلوماسي سوري آخر يُنتظر وصوله إلى كندا. وأضاف أن "كندا تقوم بجهود للتنسيق مع شركاء مقربين، يتخذون إجراءات مماثلة"، في وقت طالب فيه ب"إنهاء العنف في سوريا". وأعلنت الحكومة الأسترالية طرد اثنيين من الدبلوماسيين السوريين ردا على مذبحة الحولة. وقال وزير الخارجية الأسترالي بوب كار "إن تلك هي الوسيلة الأكثر فاعلية التي لدينا لادانة النظام السوري". ويقضي قرار وزير الخارجية بوب كار بطرد القائم بالأعمال السوري جودت علي ودبلوماسي آخر في غضون 72 ساعة. وناقش سفراء دول الاتحاد الاوروبي اليوم في بروكسل ما إذا كان التكتل سيتخذ قرار مماثل بشكل موحد بعد هذه المجرزة التي وقعت يوم الجمعة الماضي.