يسري الخميس قانون جزائي جديد في سلطنة بروناي الصغيرة الثرية، الواقعة في جزيرة بورنيو، ويشمل تطبيق عقوبات تقرها الشريعة الاسلامية، على غرار بتر يد السارق والاعدام رجمًا. وقال السلطان حسن البلقية (67 عامًا) الاربعاء إن الأول من أيار (مايو) هو بداية المرحلة الاولى من تطبيق الشريعة في البلاد، ما أثار انتقادات داخلية نادرة، وادانة دولية عارمة. وتنص أحكام الشريعة الإسلامية، حين تدخل حيز التنفيذ، على بتر يد السارق وجلد من يشرب الكحول أو يقوم بالاجهاض، ورجم الزاني والزانية حتى الموت، إلى جانب أحكام مماثلة في جرائم أخرى. خطوة واجبة وكانت سلطنة بروناي ارجأت سابقًا موعد تطبيق الشريعة الاسلامية، بعدما كان مقررًا في 22 نيسان (ابريل) الماضي، من دون توضيح الاسباب، ما دعا بالناشطين الحقوقيين إلى التساؤل ما إذا كانت السلطات مترددة في تنفيذ قرارها. وكان السلطان أعلن في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي المصادقة على قانون جزائي اسلامي جديد، يقتصر تطبيقه على المسلمين دون غيرهم. إلا أنه أكد في قراره أن الخطوة واجبة في الاسلام، نافيًا الفرضيات التي تعتبر عقوبات الشريعة قاسية. وقال: "البعض يقولون إن احكام الله شديدة وظالمة، لكن الله نفسه قال إن احكامه عادلة". أغنى دولة وتتمتع سلطنة بروناي بمستوى معيشي مرتفع، نتيجة ثروتها من الطاقة، والدعم الحكومي على التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية الاخرى. ويشكل المسلمون في بروناي 67 بالمئة من سكانها، والبوذيون 14 بالمئة، والمسيحيون 10 بالمئة، إلى جانب ديانات أخرى متفرقة، كما تعتبر السلطنة من آمن دول العالم، إذ آخر جريمة حصلت في بروناي كانت في العام 1997. وسلطنة بروناي ثالث أكبر بلد منتج للنفط في جنوب آسيا، ورابع بلد منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم. تعتمد في تمويل برامجها التنموية على مداخيلها من صادرات النفط الخام والغاز الطبيعي، كما تشجع حكومة بروناي على التنمية الزراعية لتقليل الاعتماد على المواد الغذائية المستوردة. وتعتبر من أغنى دول العالم من حيث نسبة الدخل القومي إلى عدد السكان. غنى فاحش وقدرت مجلة فوربس ثروة السلطان حسن البلقية منذ ثلاث سنوات بنحو 20 مليار دولار، تزداد ثروته بمقدار 90 يورو في الثانية. وذاعت أخبار امتلاكه مجموعة واسعة من السيارات الفارهة والقصور الفاخرة. وهو مشهور بالبذخ الشديد، واستخدامه الذهب في كل شيء. ويعيش في أكبر وأفخم قصر في العالم، يتكون من 1788 غرفة، موجوداتها مرصعة بالذهب والماس، و257 حمامًا ومرآب فيه 110 سيارات فارهة. ويحتوي قصره 650 لوحة، لا تقل قيمة اللوحة منها عن 150 ألف يورو. وتعرضت السلطنة لفضيحة ارتبطت بالخلاف العائلي بين السلطان وشقيقه الاصغر جفري، بعد حديث عن اختلاس الاخير 15 مليار دولار حين شغل منصب وزير المالية في التسعينيات. واظهرت المحاكمة، وما رافقها من فضائح، نمط العيش غير الاسلامي الذي اتبعه جفري.