ثورة الإعلام الجديد تصل مهنة الطب كذلك. ظهرت مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي صفحات رسمية ناطقة بالعربية لأطباء مغاربة قرروا أن يصلوا لأكبر شريحة من المواطنين. بدأت الحكاية من هم تواصلي، ومزجت الصفحات بين التسويق والمراقبة الطبية والرسالة الإعلامية. "الحضور في العالم الرقمي بات يشكل ضرورة"، يقول أحد الأطباء شارحا سبب تواجده على النت. تستقبلك صفحة الطبيب بصورة أنيقة وغلاف أكثر أناقة، عليها معلومات الاتصال وعنوان الطبيب. تأخذك جولة صغيرة في الحائط إلى يوميات الطبيب بين ندوة هنا وجراحة هناك. وبين هذه وتلك تقرأ مقالة علمية تفصل في مرض، تحتفي بها اللايكات وتناقشها التعاليق متسائلة هل من مزيد، والمزيد على الخاص يقول أصحاب الصفحات، حيث لا تتوقف الأسئلة الخاصة. أصل الحكاية في فبراير2014، وفي وقت متزامن انطلقت صفحتان رسميتان مغربيتان، الأولى للجراح أيمن بوبوح والثانية لطبيب القلب أمين المجهد، وذلك قبيل أيام من افتتاح عيادة كل منهما. "جاءت الفكرة من اقتناعي أن الحضور في العالم الرقمي بات يُشكل ضرورة، وأن الواجهة الإعلامية هي الوسيلة الأسرع والأنجع لإيصال رسالتك للمجتمع"، يقول الدكتورالمجهد لهنا صوتك، ويضيف قائلا: "ساعدني على ذلك بعض الميول الشخصي، حيث كنت أتوفر على مدونة شخصية، وحضور على مواقع التواصل الاجتماعي." وحضر الهم الإعلامي أيضا في ذهن الدكتور بوبوح الذي يعتبر أن هذه المنصة "واجهة إعلامية خاصة لأنشطتي الجراحية داخل وخارج العيادة، وكذا منبرا لإسداء النصح في مجال تخصصي والتعريف بالأمراض الجراحية وطرق الوقاية منها". مهام يومية هذه العيادات 'الفيس بوك‘ متاحة للجميع، فيستفيد منها المرضى قبل الزيارة الفعلية للطبيب وبعدها، كما تعتبر لدى الكثيرين مصدرا موثوقا. ترشد معلومات الاتصال على الصفحة إلى مكان العيادة وأرقامها، وهذا ما يلعب دورا ترويجيا للعيادة. "يظهر ذلك جليا من عدد المرضى الذين يزورون العيادة عن طريق الصفحة للاستشارة أو للعلاج"، يؤكد دكتور بوبوح، وحتى بعد الزيارة تشكل العيادة 'الفايسبوكية‘ منصة للخدمات البعدية، إذ يستعملها الطبيب كوسيلة لتتبع الحالات. ويتسع الدور الإعلامي للصفحة ليشمل تغطية أنشطة الطبيب، سواء تعلق الأمر بمؤتمر أو تدريب، أو مبادرة تطويعية، إلى جانب أخبار العيادة الواقعية كتحديث جهاز مثلا. ولا داعي لأن تكون مريضا لتستفيد من خدمات الصفحة، فكل طبيب يحرص على طرح مواضيع طبية للعرض والنقاش، سواء كتابة أو بالصوت والصورة. ورغم أن الأطباء يشتكون من ضيق الوقت للتفرغ لتسيير الصفحات فإن كلا منهم وجد طريقته لتطعيم منصته بالمواد، سواء بالنشر على فترات متباعدة أو من خلال نشرات مبرمجة. انطباع إيجابي...تقريبا وأبان الأطباء المستجوبون عن رضاهم عن التفاعل مع محتوى هذه المنصات، سواء في العالمين الواقعي أو الافتراضي، دون إخفاء شعور بالغبن تجاه شريحة المستفيدين. "نلمس تفاعلا إيجابيا من عدد زوار العيادة وكذلك من خلال الأسئلة حول المواضيع المنشورة التي أتلقاها يوميا عبر الرسائل الخاصة أو البريد الإلكتروني، ومن خلال النقاشات التي تفتح بين المتتبعين في التعاليق". ورغم رضاه على مستوى التفاعل، يتأسف دكتور أمراض القلب المجهد على غياب الفئة العمرية الأكثر حاجة لمحتواه، وهم مرضى القلب، إذ أن "الفئة العمرية التي تلج شبكات التواصل الاجتماعي تتراوح بين 15-35 سنة بشكل خاص، لكن، بطبيعة الحال، أمراض القلب والشرايين تهم بالخصوص فئة ما فوق ال35 سنة." * نشر بالاتفاق مع هنا صوتك