بمناسبة اليوم العالمي للقلب الذي يصادف 26 شتنبر من كل سنة، نظمت جمعية الأعمال الخيرية لعلاج القلب أبوابا مفتوحة يوم الأحد الماضي بمعهد القلب والشرايين بشارع غاندي بالدار البيضاء. وعرف هذا اليوم أنشطة متنوعة تمثلت في التحسيس بأمراض القلب والوقاية منها وإجراء كشوفات طبية للمشاركين في هذه الأبواب المفتوحة والراغبين في ذلك من العموم. كما حددت الجمعية الهدف الرئيسي من هذه الأبواب المفتوحة التعريف بوضعية طب القلب بالمغرب وتقديم معلومات وافية للرأي العام حول أمراض القلب لدى البالغين والأطفال. وقد تم في نفس اليوم تنظيم موائد مستديرة حول عدد من المواضيع حول الأخلاقيات الطبية وتطور طب القلب وجراحة القلب بالمغرب وأحدث التقنيات في مجال جراحة القلب والشرايين وسبل الوقاية من أمراض القلب. وفي هذا الصدد، أبرز الدكتور سعيد الجنان، رئيس جمعية الأعمال الخيرية لعلاج القلب، الأشواط التي قطعتها جمعية»الأعمال الخيرية لعلاج القلب« منذ إحداثها حيث تمكنت خلال السنوات الثلاث الأخيرة من إجراء قرابة 900 عملية جراحية بمساعدة ومساندة العديد من الأطباء المتطوعين من داخل المغرب وخارجه. وفي سياق ذلك، أضاف أن الحملات التي تقوم بها الجمعية من شأنها المساهمة في تقليص تكاليف العلاج والعمليات الجراحية التي تبقى في بعض الأحيان السبيل الأنجع للتصدي لمجموعة من الأمراض القلبية لدى الصغار، والتي يصعب تفسيرها من قبيل التشوهات الخلقية وأمراض الصمامات. واستمرت الموائد المستديرة التي أسهب فيها العديد من الدكاترة في التعريف بهذا المرض، حيث تحدث جملة من الدكاترة عن تاريخ جراحة القلب بالمغرب، وتطورها خلال السنوات الأخيرة، كما تطرق الأطباء إلى أخر التطورات التكنولوجية في هذا المجال. وعلى نفس المنوال، لم ينس الأطباء التطرق إلى آخر الاكتشافات و الحلول الكفيلة بشفاء مرضى القلب، خاصة الأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية على مستوى القلب مند الولادة. وإلى ذلك أيضا، تمكنت الجمعية الخيرية لعلاج القلب من إجراء ألف و500 عملية عن طريق قلب مفتوح، منها 400 في السنة الماضية، وهي من العمليات الجراحية التي تتطلب دقة وإتقانا كبيرين، ولا تحتمل الخطأ، تجنبا لتسجيل وفيات في صفوف الأطفال المرضى. كما تهدف الجمعية، إلى الحصول على شهادة الجودة «إيزو»، إلى جانب ضمان 3500 استشارة طبية، وجراحة 500 طفل، وتحسين البنية الاستقبالية لعائلات المصابين. وتعول الجمعية على مزيد من التعاون، وتلقي مزيد من الهبات، وتجاوب المحسنين معها للرفع من نسبة المستفيدين. وتعزى التشوهات الخلقية القلبية إلى ضعف مراقبة النساء لفترة حملهن، وتراخيهن في إجراء الفحوصات الطبية، سيما خلال الشهور الأولى، علما أن التقدم التقني يمكن من التعرف على الجنين، الذي يحمل تشوهات خلقية ابتداء من الشهر الخامس. وحسب آخر الإحصائيات فإن طفلا من أصل 100 بالمغرب يولد بمشكل في القلب فيما يصاب 10 آلاف مريض سنويا بمشاكل في صمام القلب بسبب سوء علاج اللوزتين، كما أن 37 % من المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم يصابون بأمراض الأوردة أو الذبحة الصدرية. ويقدر عدد المواليد المصابين بتشوهات على مستوى القلب سنويا بنحو 3000 رضيع، القسم الأكبر منهم يحتاج إلى تدخل جراحي عاجل. وهو الأمر الذي يبقى بعيدا عن متناول جل الأسر المغربية، لكونه يكلف بين 80000 و120000 درهم في العيادات الخاصة، وزهاء 40000 بالمستشفيات العمومية. تكاليف تجندت بعض مبادرات المجتمع المدني لتغطيتها، دون أن تتمكن من تلبية الخصاص المهول. وعلاوة على هذه التكاليف المرتفعة، يثير المهتمون معضلة أخرى، تتمثل في غياب تام للبنيات الطبية المخصصة للرضع أقل من سنة واحدة. حيث يفتقر المغرب إلى مصلحة لجراحة القلب خاصة بهذه الفئة العمرية؛ فيما يراوح مشروع لإحداث مصلحة مماثلة بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط مكانه رغم توفر جزء من الموارد المالية اللازمة، بمساهمة من بعض المحسنين. أما البالغون المحتاجون إلى عمليات جراحية على مستوى القلب فأمامهم وجهتان عموميتان يتيمتان، توجدان في كل من الرباطوالبيضاء. وحسب التقديرات الرسمية فإن 80% من الوفيات الناتجة عن أمراض قلبية يمكن تفاديها عن طريق الوقاية، شريطة احترام شروط التغذية المتوازنة وأنشطة رياضية منتظمة وعدم التدخين. أما الرضع الذين يفارق جلهم الحياة لتشوهات خلقية في القلب فلا توجد استراتيجية لمنحهم تغطية صحية، أو إحداث بنيات صحية خاصة باستقبالهم.