تتصدر أمراض القلب والشرايين أبرز مسببات الوفيات في المغرب، وتشكل ما بين 10 إلى 12 في المائة من مجموع الوفيات المسجلة وطنيا..أي أنها تقتل أكثر من حوادث السير وأمراض السرطان سنويا، حسب تقديرات الأخصائيين المغاربة في المجال، في ظل افتقار المغرب لسجل وطني لإحصاءات مضبوطة عن الموضوع. ويؤكد الأخصائيون أن روماتيزم القلب يشكل معضلة صحية كبيرة في المغرب، إذ أنه الأكثر انتشارا بين المغاربة، وسببه الإصابة بالتهاب اللوزتين، وعدم التشافي منها بشكل كامل ومناسب منذ صغر السن، ما يتسبب في تدمير عضلة القلب. وتهدد عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين عددا كبيرا من المغاربة، إذ يفوق عدد المصابين بالتوتر المفرط 33 في المائة، وتزيد نسبة المصابين بداء السكري عن 3 ملايين شخص، بينما تصل نسبة المرضى بارتفاع الكوليسترول إلى 29 في المائة، في حين، يمس الضغط الدموي ثلث المغاربة. وينتظر 10 آلاف بالغ مصابين بأمراض القلب في المغرب دورهم للاستفادة من عملية جراحية على قلب مفتوح، 10 في المائة منهم يتوفرون على تغطية صحية، بينما 90 في المائة يفتقرون إلى الامكانات المالية للعلاج. وقال البروفيسور محسن عبيد الله، جراح أمراض القلب في جمعية الأعمال الخيرية لأمراض القلب، ل"المغربية"، على هامش تنظيم الجمعية يوم للكشف المبكر عن مسببات الداء، أمس الأحد، في الدارالبيضاء، إن ارتفاع الضغط الدموي من أبرز مسببات السكتة القلبية في المغرب، ويمس ثلث السكان، إلا أن شريحة عريضة من المواطنين يجهلون عواقب الكشف المتأخر عنه وخطورة التهاون في علاجه. وأكد عبيد الله ضرورة الانتباه لمستويات الضغط الدموي، باعتباره المسؤول عن الإصابة بعدد من الأمراض، ويؤثر على القلب والكلي ويتسبب في الجلطة الدماغية، كما يؤثر في الشرايين، ويصيبها بالتمزق، إضافة إلى الموت المفاجئ للقلب. وأوضح أن أكثر أمراض القلب المنتشرة لدى الأطفال بالمغرب، لها صلة بالتشوهات الخلقية القلبية، وتصيب سنويا 6 آلاف رضيع، بمعدل طفل من بين كل 100 مولود جديد. وتتصدر التشوهات الخلقية في القلب قائمة أنواع العيوب الخلقية، التي يعانيها الأطفال على الصعيد الوطني، 90 في المائة منها قابلة للشفاء، و10 في المائة تعد حالات خطرة، يمكن أن تتسبب في وفاة الطفل المصاب. ويفيد الأخصائيون أن 80 في المائة من عائلات الأطفال المصابين تنتمي إلى الطبقات المعوزة، ولا تتمتع بأي تغطية صحية إجبارية أو تأمين صحي، علما أن إجراء مثل هذه العمليات يكلف ما بين 5 أو 6 ملايين سنتيم، داخل جمعية الأعمال الخيرية لعلاج القلب، بينما يكلف إجراء العمليات الجراحية على القلب المفتوح في أوروبا ما بين 30 و40 ألف أورو. وقال عبيد الله إنه في الإمكان تجنب مسببات أمراض القلب والشرايين، من خلال الكشف المبكر، عبر زيارة الطبيب بشكل منتظم، وتجنب الإفراط في تناول المواد الدسمة أو المالحة، مع ممارسة الرياضة. وأشار إلى أن تقديرات الخبراء عبر العالم تفيد وصول الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والشرايين إلى 23.6 مليون شخص، بحلول سنة 2030. يشار إلى أن جمعية الأعمال الخيرية لأمراض القلب أحيت اليوم العالمي للقلب، المقرر من قبل منظمة الصحة العالمية، من خلال فتح أبوابها للكشف المبكر عن ارتفاع الضغط الدموي، وقياس مستوى دقات القلب، وقياس مستوى الكوليسترول في الدم، في سياق عملية تحسيس وتوعية بأهمية الوقاية من مسببات أمراض القلب والشرايين.