احتفل المغرب ومعه العالم خلال الشهر الفارط باليوم العالمي للقلب الذي يصادف 26 شتنبر من كل سنة، مناسبة سنحت بالكشف، وفقا لآخر الإحصائيات، عن أن طفلا من أصل 100 ببلادنا يولد بمشكل في القلب، بينما يصاب 10 آلاف مريض سنويا بمشاكل في صمام القلب بسبب سوء علاج اللوزتين، كما أن 37 في المائة من المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم يصابون بأمراض الأوردة أو الذبحة الصدرية. ويقدر عدد المواليد المصابين بتشوهات على مستوى القلب سنويا بنحو 3000 رضيع، القسم الأكبر منهم يحتاج إلى تدخل جراحي عاجل، وهو الأمر الذي يبقى بعيدا عن متناول جل الأسر المغربية، لكونه يكلف ما بين 80000 و 120000 درهم في العيادات الخاصة، وزهاء 40000 بالمستشفيات العمومية. تكاليف تجندت بعض جمعيات المجتمع المدني لتغطيتها، دون أن تتمكن من تلبية الخصاص المهول في هذا الباب، أخذا بعين الاعتبار أن ارتفاعها لايشكل لوحده مشكلا، بل ينضاف إليه ما يتداوله المهتمون من غياب تام للبنيات الطبية المخصصة للرضع أقل من سنة واحدة، حيث يفتقر المغرب إلى مصلحة لجراحة القلب خاصة بهذه الفئة العمرية، فيما يراوح مشروع لإحداث مصلحة مماثلة بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط مكانه، رغم توفر جزء من الموارد المالية اللازمة، بمساهمة من بعض المحسنين. أما البالغون المحتاجون إلى عمليات جراحية على مستوى القلب فأمامهم وجهتان عموميتان يتيمتان، توجدان في كل من الرباطوالبيضاء. وتعزى التشوهات الخلقية القلبية إلى ضعف مراقبة النساء لفترة حملهن، وتراخيهن في إجراء الفحوصات الطبية، سيما خلال الشهور الأولى، علما أن التقدم التقني يمكن من التعرف على الجنين، الذي يحمل تشوهات خلقية ابتداء من الشهر الخامس. وحسب التقديرات الرسمية فإن 80 في المائة من الوفيات الناتجة عن أمراض قلبية يمكن تفاديها عن طريق الوقاية، شريطة احترام شروط التغذية المتوازنة وأنشطة رياضية منتظمة وعدم التدخين. أما الرضع الذين يفارق جلهم الحياة لتشوهات خلقية في القلب فلا توجد استراتيجية لمنحهم تغطية صحية، أو إحداث بنيات صحية خاصة باستقبالهم. من جهة أخرى شكل تخليد اليوم العالمي للقلب، أيضا فرصة لجمعية الأعمال الخيرية لعلاج القلب، من أجل تنظيم أبواب مفتوحة بمعهد القلب والشرايين بشارع غاندي بالدار البيضاء، التي عرفت تنظيم أنشطة متنوعة همت جانب التحسيس بأمراض القلب والوقاية منها، وإجراء كشوفات طبية للمشاركين في هذه الأبواب المفتوحة والراغبين في ذلك من العموم. وحددت الجمعية الهدف الرئيسي من هذه المبادرة المتخذة وذلك من أجل التعريف بوضعية طب القلب بالمغرب وتقديم معلومات وافية للرأي العام حول أمراض القلب لدى البالغين والأطفال. حيث تم في نفس اليوم تنظيم موائد مستديرة مرتبطة بعدد من المواضيع حول «الأخلاقيات الطبية» و»تطور طب القلب» و»جراحة القلب بالمغرب» و»أحدث التقنيات في مجال جراحة القلب والشرايين وسبل الوقاية من أمراض القلب». وفي هذا الصدد، أبرز الدكتور سعيد الجنان رئيس جمعية الأعمال الخيرية لعلاج القلب، الأشواط التي قطعتها جمعية « الأعمال الخيرية لعلاج القلب» منذ إحداثها، حيث تمكنت خلال الثلاث سنوات الأخيرة من إجراء قرابة900 عملية جراحية بمساعدة ومساندة العديد من الأطباء المتطوعين من داخل المغرب وخارجه، مضيفا بأن الحملات التي تقوم بها الجمعية من شأنها المساهمة في تقليص تكاليف العلاج والعمليات الجراحية التي تبقى في بعض الأحيان السبيل الأنجع للتصدي لمجموعة من الأمراض القلبية لدى الصغار، والتي يصعب تفسيرها من قبيل التشوهات الخلقية وأمراض الصمامات. يذكر أن الجمعية الخيرية لعلاج القلب قد تمكنت من إجراء ألف و500 عملية عن طريق قلب مفتوح، منها 400 في السنة الماضية، وهي من العمليات الجراحية التي تتطلب دقة وإتقانا كبيرين، ولا تحتمل الخطأ، تجنبا لتسجيل وفيات في صفوف الأطفال المرضى.، كما تهدف الجمعية، إلى الحصول على شهادة الجودة «إيزو»، إلى جانب ضمان 3 آلاف و500 استشارة طبية، وجراحة 500 طفل، وتحسين البنية الاستقبالية لعائلات المصابين.