تحدث سكرتير الدولة للشؤون الأمنية فرانسيسكو مارتينيز لإحدى القنوات التلفزية أن "تقييم التهديد يرتكز منذ سنوات على الخطر المحتمل بوقوع اعتداء". وأوضح أن هذا التهديد "شبيه بالتهديدات التي تواجهها دول أخرى مجاورة". وأضاف أنه منذ 10 سنوات "عدد الجهاديين ازداد" في اأسبانيا كما "عدد بؤر التطرف خصوصا في بعض المناطق". وأفاد تقرير في مركز الدراسات الإستراتيجية أن ثلثي الإسلاميين ال84 الذين حكم عليهم أو قضوا في أعمال إرهابية في إسبانيا بين 1996 و2012 كانوا يعيشون في مدريد أو كاتالونيا. وكان معظمهم من الشباب بين ال25 وال39 من العمر، 80% من المهاجرين من الجيل الاول من الجزائر او المغرب او باكستان اتوا الى اسبانيا في تسعينات القرن الماضي. ولد 4,8% منهم في اسبانيا خصوصا في سبتة ومليلية شمال المغرب. والمساجد التي اصبحت تخضع لمراقبة مشددة منذ اعتداءات 11 /مارس لم تعد الاماكن المفضلة لحث الشباب على التطرف بحسب فرناندو ريناريس الخبير في مركز الدراسات الاستراتيجية. ويميل هؤلاء الشبان المتطرفون "إلى التجمع في أماكن عبادة صغيرة ثانوية وفي منازل خاصة تجذبهم شخصيات نافذة قاتلت في أفغانستان والبوسنة والشيشان". وتبين أن كاتالونيا في شمال شرق اسبانيا هي إحدى أبرز البؤر حيث ارتفع عدد المدانين بالإرهاب من ستة بين 1995 و2003 (20%) الى 22 بين 2004 و2012 (40%). ونجت عاصمتها برشلونة من إعتداء كان يمكن ان يكون "11 /مارس أخر" في المترو في كانون الثاني/يناير 2008 كما ذكر ريناريس. وحكم على 10 باكستانيين وهندي مرتبطين بمجموعات طالبان في باكستان. وفي كاتالونيا شارك الفرنسي محمد مراح الذي قتلته الشرطة في مارس 2012 بعد أن قتل سبعة اشخاص باسم الجهاد في جنوب غرب فرنسا، في طرخونة في 2007 في "الايام الاسلامية للتدريب" وفقا لصحيفة "ا بي ثي" الاسبانية. وتركز الأجهزة الأمنية الإسبانية اليوم كل اهتمامها على هؤلاء الشبان المتطرفين الذين جندوا من قبل الشبكات الاسلامية على الانترنت. وقال مارتينيز أن "الأشخاص الذين أوقفوا حتى 2009 كانوا ضمن خلايا. وفي السنوات الماضية برزت ظاهرة هؤلاء الافراد المعزولين". واعتقل اربعة منهم في 2013. وقال "نولي أهمية كبرى لهذا التهديد وهذا لا يعني اننا نترك الخلايا الجهادية جانبا وخصوصا ان بعض هؤلاء الشباب يتوجه الى بلدان تشهد نزاعات (مثل سوريا) للجهاد". وبين ابريل 2012 نوفمبر 2013، توجه 20 جهاديا بين ال15 وال49 من العمر من إسبانيا إلى سوريا: تسعة مغربيين يقيمون في ملقة في الجنوب وجيرونا في كاتالونيا او سبتة و11 إسبانيا معظمهم ولد في سبتة بحسب مركز الدراسات. والذين "كانوا يفتقرون الى الخبرة" كانوا يتبعون "دورات للتدريب البدني" في سبتة وضواحيها في المغرب. وعند وصولهم إلى سوريا، كانوا يلتحقون بمعسكرات تدريب قبل الإندماج بخلايا لشن هجمات أو عمليات انتحارية. ووفقا لاتصالات هاتفية تنصتت عليها الشرطة يريد هؤلاء الشبان أن "يستمروا في الجهاد" في إسبانيا بعد عودتهم كما افاد التقرير. وإذا كانت الاعتقالات قد تضاعفت بعد اعتداءات 11 اذار/مارس 2004 فانها تراجعت لاحقا من 131 في 2004 الى 108 في 2005 الى ستة في 2012 و19 في 2013. وقال خافيير جوردان الخبير في الدراسات الاستراتيجية في جامعة غرناطة "بعد 11 مارس كانت اسبانيا في حال صدمة والقضاة على استعداد للسماح بالتحرك لدى ابسط اشارة". لكن "العديد من الموقوفين افرج عنهم لعدم توافر الادلة". ومن اصل أكثر من 500 اسلامي مفترض اعتقلوا بين 1995 و2014، صدرت احكام بحق 78 فقط. وقال الخبير "باتت الاجهزة القضائية والامنية اكثر تيقظا اليوم".