رسمت دراسة إسبانية خريطة سفر مغاربة للقتال في سوريا، وأظهرت الدراسة الحديثة أن 17 شخصا يقيمون في إسبانيا، سافروا إلى سوريا قصد الانضمام إلى المعارضة السورية في حربها ضد نظام بشار الأسد واوضحت الدراسة أن أحد عشر منهم يحملون الجنسية الإسبانية، في حين اتضح أن الستة الآخرين مواطنون مغاربة. وأكدت الدراسة، التي تحمل عنوان "جهاديون إسبان: وقائع وأرقام"، والتي أشرف عليها الباحث الرئيسي في شؤون الإرهاب الدولي في المعهد الملكي الإسباني "إلكانو"، فيرناندو ريناريس، أن ظاهرة سفر مقاتلين إلى سوريا باتت لصيقة بمدينة سبتةالمحتلة. وتابعت الدراسة، التي نشرت بعض مضامينها اليومية الإسبانية "إيل فارو دي سيوتا إي مليلية"، أن السبتاويين، الذين التحقوا بالمعارضة السورية منذ 2012، ينتمون إلى طبقة اجتماعية ذات دخل محدود. وأضاف المصدر ذاته أن المغاربة المقيمين في إسبانيا، الذين سافروا، أيضا، إلى سوريا من أجل القتال إلى جانب المعارضة، كانوا يعيشون في سبتةالمحتلة أو مدينتي خيرونا وملقا في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، موضحا أنهم "ذكور تتراوح أعمارهم بين 16 و49 سنة، وغالبيتهم شباب بين 25 و30 سنة، ومتزوجون". وتوضح الدراسة أن معظمهم تبنوا في الفترات الأخيرة الفكر المتطرف، وباستثناء ثلاث أو أربع حالات، لم يكن لها "تاريخ كبير في الجهاد"، قبل الالتحاق بالمعارضة السورية، في حين " شارك اثنان منهم في اجتماعات التأطير الجهادية التي كانت تعقد بانتظام، منذ عام 2008"، في سبتةالمحتلة وفي مدينة قاديس، جنوب غرب إسبانيا. ووفق المحققين، فإن الطريق التي سلكها هؤلاء المقاتلون منذ خروجهم من سبتةالمحتلة، شملت العبور إلى الجزيرة الخضراء، ثم السفر عبر الطائرة إلى ملقا أو العاصمة مدريد، ومن ثمة التوجه إلى إسطنبول، في تركيا. وعند وصولهم إلى تركيا، سافروا في رحلة جوية أخرى إلى محافظة هاتاي الحدودية، من حيث أدخلهم بعض أعضاء المنظمات الجهادية إلى سوريا. وبالإضافة إلى هؤلاء المقاتلين السبعة عشر، سافر نحو 25 آخرين من المقيمين في إسبانيا إلى سوريا للانضمام إلى صفوف الجيش السوري الحر، ولم يتمكن المحققون من معرفة إن كان هؤلاء التحقوا بمنظمات ذات صلة بتنظيم القاعدة أم العكس.