كشفت عنها تقارير استخباراتية تزامنا مع الذكرى الثامنة لتفجيرات مدريد . عادت التهديدات الإرهابية لتخيم بظلالها من جديد على التراب الإسباني وفق ما كشفته مؤخرا تقارير استخباراتية وأمنية. وانعكست تخوفات إسبانيا من شبح الإرهاب تزامنا مع الذكرى الثامنة لتفجيرات قطارات مدريد يوم 11مارس من سنة 2004، حيث أفادت تقارير أمنية عن تنامي تواجد التيار السلفي والذي يقوده مهاجرون مغاربة، يتمركزون بمختلف المناطق الإسبانية، خصوصا في إقليم كاتالونيا ومدينة بلباو بمنطقة الباسك. وتشتبه التقارير الأمنية الأخيرة في صلة هؤلاء بتنظيمات إرهابية، كما تطرقت للقلق البالغ الذي تحس به عدة دول أوربية من تغلغل الحركات الجهادية من آسيا الوسطى وإفريقيا داخل ترابها، إمكانية استهداف مصالحها. ووفق التقارير ذاتها فإن "زعماء هذه العناصر السلفية هم مغاربة ولهم صلات بجماعات إرهابية شمال المغرب وفي نقط أخرى ف بأوروبا"، مشيرة بأنهم "يتوفرون على وثائق إقامة قانونية ، بعضها ذات صلاحية دائمة"، كما كشفت التقارير بتمركز هؤلاء بمدن مناطق اسبانية تقع داخل تراب مقاطعة كاتالونيا أو بمدينة نافارا الباسكية. "يبادر المتشددون الإسلاميون التابعون للتيار السلفي، إلى الانخراط في جمعيات ثقافية إسلامية قبل ان ينطلقوا في التحكم فيها وبعدها تعيين أئمة مساجد متعاطفين معهم بعدد منه أماكن العبادة"، يقول أحد التقارير الأمنية الإسبانية. وركزت بعض هذه التقارير على المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، مشيرة إلى أن "السلفية الجهادية هي التي تتحكم في مساجد المدينتين وأنها تعمل إلى إبعاد بعض الأئمة الذي تشك في تعاطفهم مع المصالح المغربية، والتابعين لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية". وأفردت بعض وسائل الإعلام الإسبانية اهتماما بالغ بمضمون هذه التقارير التي تؤكد أن التهديد الأكبر بالنسبة إلى إسبانيا هو تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مع "وجود تنسيق بينهم و بين الجماعات الإرهابية الإفريقية لتأسيس استراتيجية شاملة ضد أوروبا". وسبق أن تم الكشف عن مضمون تقرير سري لجهاز المخابرات الوطنية الإسبانية صدر نهاية شهر يناير الماضي، حذر بشدة من تغلغل "الإرهاب الجهادي" داخل إسبانيا، حيث، أصبح وفقه، يهدد بشكل خطير أمن الجارة الشمالية. وذكر التقرير الاستخباراتي المذكور، والذي تم توجيه نسخة منه إلى وزارة الدفاع الإسبانية، في إحدى فقراته بالقول "نلمس بشكل مثير للقلق حضور أشخاص وخلايا تابعة لجماعة "التكفير والهجرة، الموالية لتنظيم القاعدة" و "الأكثر تطرفا وراديكالية من تنظيم السلفية الجهادية"، يقول تقرير المخابرات الإسبانية. هذا التنظيم يعتبر الأخطر من نوعه إذ يطبق الجهاد دون أية ضوابط"، حيث يطمح إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية لتطبيق الشريعة الإسلامية. وتزامن تقرير المخابرات الأول من نوعه في عهد حكومة ماريانو راخوي، مع تقرير مماثل بعنوان "تحركات إسلامية بإسبانيا" أعده كل من المعهد الإسباني للدراسات الاستراتيجية ومركز أبحاث، حيث قاما بتحليل أربع تيارات إسلامية تم وصفها ب "المتطرفة" تتمركز بإسبانيا، من أبرزها جماعة "التكفير والهجرة" المؤيدة للعنف. سعيد المهيني