بعد فترة انعزال طويلة تلت فضيحته الأخيرة، التي اتهم خلالها بالهجوم على صاحبته السابقة الروسية الأصل، اوكسانا غريغورييفا، والتي ادت الى اتهامه بجنحة في مارس الماضي، وصل الممثل والمخرج ميل غيبسون الى فندق الفصول الأربعة في بيفرلي هيلز، لابسا بنطال جينز ازرق وقميص، بحالة من الانتعاش، متحمسا، مرحا، مليئا بالظرف والطاقة. رغم انه ما زال محاطا بالمعركة مع غريغورييفا لحضانة ابنته منها، فان النجم ذو ال56 عاما يرفض مناقشة تفاصيل الانفصال المرة. «هناك الكثير من الأمور التي تتعلق بالموضوع» يقول. «لكنني تعلمت الكثير» يتابع القول ضاحكا. لكن الضرر قد حصل، فالسنة الماضية، تخلت عنه شركة ويليام موريس المسؤولة عن ادارة اعماله، بعد اطلاق شريط صوتي مسجل لغيبسون يستخدم فيه لغة عنصرية ويهدد فيه غريغورييفا بالعنف. كما انه خسر مؤخرا دورا مهما في فيلم «هانغ اوفر 2»، لأن الممثلين رفضوا قبول مشاركته. حصل غيبسون على سمعة سيئة بسبب اندفاعاته العصبية العنصرية وغضبه الذي لا يستطيع التحكم به عندما اثار عام 2006 ضجة كبيرة بسبب لومه اليهود على المتاعب التي يتعرض لها العالم خلال محاولة الشرطة القبض عليه بسبب السياقة وهو مخمور. وقد عزى لاحقا تصرفه ذاك الى انه ادمانه الكحول، وهو أمر يعاني منه منذ سنين. «الفلتر لديّ غير موجود. نصيحتي لك ان تقوم باستصال حنجرتك» يقول مازحا. «جرّب ذلك واستبق حالتي» قال مضيفا. حتى افلامه كانت منبعا للجدل، لكن غيبسون غير مهتم بما يقوله ناقدوه، الذين يشجبونه باعتباره كارها لليهود، عنصري، كاره للنساء، ومعاد للشاذين جنسيا. «انا اعيش حياتي بالطريقة التي عشتها دائما، دون اي حركة تمييز ضد أي شخص. هذه هي الطريقة التي يعبر فيها الناس عن مشاعرهم». غيبسون يسخر أيضا من التقارير حول انه يعاني من حالة مرضية تسمى ثنائية القطب. «هذا شيء جميل منهم ان يقوموا بتحليل شخصيتي» يقول مقهقها. «ماذا ترد على شيء مثل هذا؟ لا تؤمن بكل شيء تقرأه وتخلص من نصف ما تراه فعليا» يقول وهو يضحك مجددا، وهو يلعب بسيجارة الكترونية بين أصابعه. رغم انه في الماضي لم ينكر جهاده ضد متاعبه الشخصية، فان غيبسون يرفض المقارنة بينه وبين المدمن الكحولي المحبط، والتر، الذي يجسد دوره في فيلم جودي فوستر الكوميدي الجديد «القندس». «شخصية والتر محبطة جدا ولا اعتقد ان شخصيتي كذلك. لكن الى حد ما فكلنا لدينا لحظات هبوط وصعود. كلنا معرضون للاصابة بعناصر الاحباط نفسها التي يعج بها كوكب الارض وسكانه. ولذلك يمكنني ان ارتبط بشخصية ذاك الرجل الى حد ما. انها تجربة انسانية ضخمة». رغم ذلك، فان غيبسون نضح جزءا من تجربته الشخصية ومن تجارب الآخرين كي يسكن في جلد والتر تماما. «انها تجربة انسانية كبيرة وهي تستحق التنقيب فيها لمحاولة ايجاد حل لها على الشاشة، لأن هناك حلولا». لكنه على عكس والتر، الذي يستطيع التغلب على احباطه من خلال الحديث عبر دمية تحرّك باليد على شكل قندس، والتي تقوم بتحويله من شخص فاشل الى رجل ديناميكي مبدع يسعد عائلته ويحل مشاكلها المادية، فان غيبسون يبحث عن عزائه بالحمامات الساخنة، بالحلاقة، وتدليك القدمين والعلاج بالابر الصينية. «انا لست شخصا متحمسا للأدوية واشياء من هذا القبيل. اعتقد ان الحل هو روحاني دائما.» هوليوود من حسام عاصي