تختتم اليوم الأحد فعاليات المعرض الدولي للفن المعاصر في مدريد في ظل الجدل الذي أثير حول عمل للفنان الإسباني أوخينيو ميرينو، وبلغ الأمر إلى حد تقديم السفارة الإسرائيلية في مدريد احتجاجا رسميا إلى إدارة المعرض. ويتعلق الأمر بعمل تجسيمي، يحمل عنوان "الغاية هي الله" من قطعتين: القطعة الأولى مصنوعة من البوليثيلين تمثل مسلما ساجدا وفوقه جالسا على ركبتيه رجل دين مسيحي، وعلى كتفيه يقف رجل دين يهودي. أما الثانية، والتي ربما أثارت أكثر حفيظة السفارة الإسرائيلية، فهي عبارة عن مجسم يمثل مدفعا رشاشا ومن فوهته يخرج الشمعدان السباعي الذي يرمز للديانة اليهودية. واعتبرت السفارة الإسرائيلية في هذا البيان الرسمي أن هذا العمل "يتضمن عناصر مسيئة لليهود والإسرائيليين، وربما لآخرين". وأضاف أن "حرية التعبير أو الحرية الفنية قد تستخدم في بعض الأحيان مجرد قناع لأحكام مسبقة وصور نمطية أو استفزاز لمجرد الاستفزاز". وختم بالقول "إن رسالة مهينة لا تفقد طابعها الجارح لمجرد أنها عمل فني". هذا وقد رد الفنان الإسباني على هذا البيان أن "كل المواضيع المتعلقة بالديانات "مسيئة" ولا يمكن التطرق إليها. وبعدما أعرب عن استعداده لسحب العمل من المعرض، قال إن هذا الاحتجاج يطرح التساؤل عن إمكانية الحديث عن الدين. وليست هذه هي المرة الأولى التي يثير فيها أوخنيو مرينو الجدل بسبب أعماله، ففي سنة 2008، جسد الفنان الزعيم الكوبي فيديل كاسترو في هيئة "زومبي"، مما أثار حفيظة النظام الكوبي. وفي ظل هذا الجدل المحتدم، يبدو أن ما أثار حفيظة السفارة الإسرائيلية هو الربط بين تعاليم الديانة اليهودية والآلة الحربية (الرشاش والشمعدان)، في إدانة واضحة للتوظيف الإسرائيلي للتراث اليهودي في احتلاله وحصاره الجائر للشعب الفلسطيني. غير أن توظيف العنصر العقدي نفسه من قبل الفلسطينيين مثلا يقابل بالكثير من الاستهجان والاتهام الصريح بالتطرف والإرهاب.