يحتضن المعرض الدولي للفن بالدارالبيضاء، أول معرض عالمي يطبع ذاكرة البيضاء والبيضاويين، بساحة المركز الدولي للمعارض لمكتب الصرف في الدارالبيضاء، أيام 17 و18 و19و 20 دجنبر الجاري.ويندرج المعرض، في إطار خلق فضاء للحوار والتبادل الثقافي بين الفنانين المبدعين بمختلف انتماءاتهم الجغرافية وتعبيراتهم الفنية. ويتوخى المنظمون من هذا المعرض، الذي اختاروا له شعار"الإبداع بصيغة الجمع" أن ينفتح على التجارب العالمية، التي أثرت الساحة الفنية بكل تجلياتها (التشكيل، والنحت، والرسم التصويري، وفن الفيديو، والأعمال الحفرية، والتنصيبات). وقال منصف أندلسي، المسؤول المباشر وراعي التظاهرة الفنية، إن"الهدف من هذا المعرض هو المساهمة في ترويج وتداول الأعمال الفنية داخل المغرب وخارجه، إلى جانب خلق فضاء للحوار والتبادل بين فنانين عالميين، ونظرائهم المغاربة. وهكذا سيكون المعرض جسرا للتأثير والتأثر وتعميق النقاش حول سؤال الفن والإبداع، فضلا عن الانفتاح على الثقافات المتنوعة، خصوصا أن المغرب بلد الانفتاح والتعدد، ويتميز بغنى تراثه الوطني. ومن ثمة فإن هذه التجربة الفريدة من نوعها، التي نتمنى أن تتكرر في السنوات المقبلة، ستكون رافدا جديدا ينضاف إلى مجمل الفنون الإنسانية المغربية". وأضاف أندلسي في حديث إلى "المغربية" أن الرهان الحقيقي للتظاهرة الفنية، التي تتواصل على مدى أربعة أيام، هو تقريب الفن بكل تنويعاته إلى الجمهور. وأبرز منصف أن الهدف هو تحفيز بعض الأروقة الأجنبية للمشاركة، والرغبة الملحة في التعرف على التجارب التشكيلية المغربية، وإتاحة الفرصة لتنظيم معارض خارج الحدود، موضحا، أنه تأكد مشاركة 170 فنانا تشكيليا ونحاتا وفوتوغرافيا، في هذا العرس الفني، ضمنهم 30 فنانا أجنبيا . وأفاد منصف أندلسي أن من بين المشاركين، الفنان التشكيلي والنحات الإيطالي كرم سيباستيانو كناريلا، الذي نظم العديد من المعارض داخل المغرب وإيطاليا، وفي عدد من البلدان الأوروبية والعربية، كان آخرها، معرض "بادرة اللقاء"، الذي نظمه، أخيرا، بالمعهد الثقافي الإيطالي بالرباط، وقدم خلاله لوحات تعنى بالخط العربي، فضلا عن عدد من السلاحف الملونة، في أعمال تمتح من الأجواء الإيطالية والمغربية، التي تذكر بطفولة الفنان بسيسيليا مسقط رأسه والمغرب بلد إقامته، حيث اعتنق الإسلام، وقرر الاستقرار بعد أن اختار لنفسه من الأسماء "كرم".. كما سيشهد المعرض مشاركة النحات العالمي الفرنسي دوفوينو، إلى جانب أكبر رواقين في باريس، "لوسيفاي"، و"سيلكمان"، وكذا الفنانة السورية فايزة فارس، ذات الأسلوب الانطباعي الذي يلتقط الضوء الهارب، كما تشتغل على كل ما هو انطباعي تجريدي وتعبيري، وصنفها النقاد الجماليون ضمن الحساسيات الجديدة، التي لاترتكن إلى مدرسة واحدة ووحيدة، كما تأكد أيضا، حضور الفنان العراقي حاتم عبد الكاظم علي حسن، صاحب الأسلوب التعبيري، الذي يعكس مأساة الإنسان الفلسطيني، إلى جانب اشتغاله على جمالية المدن المغربية، حيث نظم معارض بالمغرب اتخذت من روح الأمكنة وآثار ذاكرتها تيمة لأعماله التشكيلية. وتمثل إسبانيا الفنانة آنا ماريا ملاغ، ومن فلسطين تأكد مشاركة الفنانة سميرة أبو الحسن، ومن السويد الفنان شيكر لوراك، والفنانة مرينا فيدينيوفا من أوكرانيا، والفنان إيكور من روسيا، فضلا عن فنانين عرب ومغاربة واعدين أغنوا الساحة الفنية المغربية بإبداعاتهم التي أثارت ذائقة النقاد الأجانب. من جهة أخرى، أبرز منصف أندلسي، أن التظاهرة الفنية تسعى إلى تطوير والاعتناء بالفن والفنانين، من خلال ربط جسور المعرفة بين المشاركين في هذه التظاهرة والجمهور والمتتبعين، والانفتاح على تجارب الفنانين الأجانب في ما يتعلق بالفن الصباغي أو النحت أو التنصيبات، أو أعمال الحفر، حتى تمس الفائدة المعرفية والعلمية الجميع. ويروم الحدث الفني فتح ورشات، وأروقة متنوعة تحتفي بالفن المعاصر، أمام الجمهور في فضاء يمتد على 4500 متر مربع. وأضاف منصف أنه عبر هذا المعرض العالمي ستتقوى الدارالبيضاء فنيا، باعتبارها مكانا استراتيجيا وملتقى ثقافيا يسمح بالنقاش الهادئ وتعميق الأفكار حول سؤال الإبداع بصيغة الجمع. ولإحياء الذاكرة والحق في التذكر فإن المعرض، حسب منصف أندلسي، سيحتفي بذاكرة فنانين مغاربة رحلوا في صمت، بعد أن أغنوا الساحة الفنية بإبداعاتهم التشكيلية من أمثال محمد دواح، والعربي بلقاضي، ومحمد شكير، والحاج عبد المالك الرباطي، إضافة إلى بنحيلة الركراكية، التي ودعتنا أخيرا بعد مرض مزمن. الثابت أن منظمي المعرض، الذي يتواصل على مدى أربعة أيام، يراهنون على أزيد من 2000 زائر، من خلال العمل الذي يوحدهم، وهو عشقهم للفن بكل تصنيفاته، مسترشدين يمقولة بيكاسو"الجنة هي أن تعشق كثيرا من الأشياء بجنون". ومن بين فقرات برنامج التظاهرة، تنظيم ورشة للأطفال بتنسيق وتعاون مع المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدارالبيضاء، وعرض أفلام التحريك بتعاون مع جمعية "مهن وفنون"، إلى جانب عقد ندوة حول " الفن والهندسة" من تقديم المهندسين عبد الوهاب منتصر، ورشيد أندلسي. كما تشهد فعاليات المعرض توقيع كتاب يحمل عنوان" الفنون التشكيلية بالمغرب: البحث عن الذات" لمحمد أديب السلاوي، بتنسيق مع رواق مرسم، فضلا عن تقديم مائدة مستديرة حول" الفن والتواصل" من تنشيط جمعية أركان، وعرض أفلام فن الفيديو من طرف اريسون.