تصريحات مخيفة لقيادي في حركة أنصار الدين لقد جاء تصريح القيادي في حركة أنصار الدين (ولد بوعمامة( واضحا ،حيث قال بملئ فمه وبالحرف أن الجماعات الاسلامية التي سيطرت سابقا على شمال مالي تملك من السلاح والرجال لمقاتلة "الفرنسيين وكل جيوش العالم" لعدة سنوات، متهما فرنسا "بالكذب" بشأن تفوق قواتها ،هذا التصريح إذا أضيف إلى الجرأة التي تميزت بها عملية عين ياميناس يؤكد بأن لدى الجماعات المسلحة في مالي ما يجعلها واثقة في قدراتها. قوات التحالف لم تتعامل بجدية مع الأسلحة عند التدخل في ليبيا لقد أجمع الكثير من المحللين أن قوات التحالف لم تحسن التصرف في الثمانية أشهر الأولى إبان التدخل في ليبيا ،سواء على مستوى ضبط الحدود أو على مستوى ضبط تسرب أسلحة القدافي إلى الإسلاميين،حيث كانت قوات التحالف تركز فقط على منع تسرب مضادات الطائرات المحمولة على الكتف والأسلحة الكيماوية ،وأغفلت باقي الأسلحة التي لا يستهان بها،مما جعل من هذه الحرب في مالي جولة ثانية لحرب ليبيا لأنها نتيجة أخطاء في التقدير للحرب الأولى . تهديدات مباشرة لمصالح فرنسا من طرف مسلحي التيارات الجهادية ولأن مصالح فرنسا لا توجد فقط في ليبيا بل في مالي والنيجر ،هذه المنطقة التي يهددها المسلحون تتوفر على أهم مورد لليورانيوم بالنسبة لفرنسا ،حيث تغدي تلك المناجم التي تحضى فيها شركة "أريفا" الفرنسية على امتياز استغلالها منذ عقود ،ما يقارب ثلث مفاعلات الطاقة النووية الفرنسية باليورانيوم ،حيث كان الطوارق يقاتلون قبل حرب ليبيا في أحسن الأحوال ببنادق (إي كي 47). امتلاك مقاتلي التيارات الجهادية لأسلحة جد متطورة بعد عودة المقاتلين من القتال في ليبيا أصبحوا يظهرون وفي حوزتهم أنظمة صواريخ غراد و مضادات للطائرات وسيارات الدفع الرباعي مزودة برشاشات ثقيلة،لا وبل ظهر في هجوم الفرنسيين أن لدى الجماعات المسلحة في مالي مدافع من عيار 105 ملم وبعض صواريخ أرض جو من نوع سام7 ،بل ومدرعات خفيفة. وأكدت بعض المصادر لشبكة أندلس الإخبارية أن المقاتلين يمتلكون حتى صواريخ ميلان المضاد للدبابات وهي فرنسية الصنع ،وهنا تظهر الغرابة فالكثير من السلاح لدى المقاتلين في شمال مالي هو فرنسي أو أمريكي،وقد حصلت جماعتان مسلحتان على كم مهم من الأسلحة الأمريكية بعد الإستيلاء على ثكنة عسكرية للجيش المالي، كما لدى المقاتلين الإسلاميين أسلحة كانت سلمتها فرنسا في 2011 الى المتمردين الليبيين في جبل نفوسة في ليبيا. توفر الجماعات الإسلامية على الأموال الوفيرة ،و خطورة ذلك على المغرب و دول الجوار لا ننسى أن للجماعات المال الكافي لشراء الذخائر والأسلحة من السوق السوداء...إن خطورة هذه الأسلحة على دول الجوار بما فيها المغرب ظهرت حين تمكنت القوات المصرية سنة 2012 من ضبط شحنات من مدافع مضادة للطائرات وقاذفات هاون ومنظومات للدفاع الجوي قرب الحدود مع ليبيا،ربما الأجندات تعد لضرب استقرار مصر،مما يحتم على المغرب أن يترك أعينه مفتوحة،ويرفع درجة التأهب على حدوده لأن أي تساهل أو سوء تقدير للمخاطر ،سيسمح لهذه الجماعات بتسريب السلاح والمقاتلين ،وسنجدها فجأة بين ظهرانينا في الجبال والغابات المكان المفضل لهذه الجماعات من أجل التفريخ،بل يتحتم على المغرب من الآن البدء في تدريب أفراد الدرك الملكي والأمن الوطني على حروب الجبال والغابات وضواحي المدن الفقيرة،لكي يتمكن المغرب من امتصاص أي طارئ مفاجئ,الذي أصبح في نظرنا مسالة وقت ليس الا ،خصوصا والمحيط كله يغلي والأخبار كلها لا تبشر بالخير .