أعلنت شركة فيفيندي الفرنسية في أواخر أبريل أنها تلقت عروضا من إتصالات قطر ''أوريدو'' وإتصالات أبو ظبي اللتان يسعيان للتوسع خارجياًّ بعد تراجع توزيعها في أسواقها الرئيسية المشبعة،الشركتان تتواجد بسائر بلدان شمال أفريقيا ماعدا المغرب.فعلى الرغم من أنه لم يتم الكشف عن تفاصيل العروض إلا أنّ الشركة الإعلامية ''فيفيندي'' الفرنسية تسعى إلى تحقيق ما لا يقل عن 5،5 مليار يورو من الأرباح عبر الصفقة.كما أنّه سيكون للحكومة المغربية نصيب في استعراض حجم المزايدات بتوفرها على حصة % 30 بالتالي فموافقتها على الصفقة ضرورية.كما تشير تقارير الشبكة العربية العالمية و مجموعة أكسفورد للأعمال. فكما هومعلوم فإن شركة اتصالات المغرب هي المشغل الإتصالاتي الحالي في المغرب.فمازالت تحافظ الشركة على حصة %45 من قطاع الهواتف المحمولة رغم تواجد شركات منافسات لها وهي ''ميديتيل'' و ''وانا'' و التي تتمثل بحصة %29 و 26% على التوالي وفقا للوكالة الوطنية لتنظيم الإتصالات، (Agence Nationale de Réglementation des Télécommunications, ANRT) كما تتنافس اتصالات المغرب في قطاع الهاتف الثابت و الأنترنت و تسيطر على حصة مهمة في أربع شركات اتصالات غرب إفريقيا. من المثير أن عرض البيع التي تقدمت به الشركات الكبرى أثار إهتماما كبير،فما يقارب نصف السكان دون 25 سنة يشكلون فرصة لنمو الإيرادات في المغرب مما يثير الإعجاب.و بالفعل فإن المؤشرات الرئيسية في سوق الهاتف النقال تظهر قوية.فقد ارتفع متوسط الإستخدام الشهري لكل مستخدم إلى من 64 إلى 72 دقيقة من المكالمات مابين مارس 2012 و مارس 2013 ،كما تزايد معدل دقائق الربع الأول من سنة 2013 بنسبة % 27،23 ب8،21 مليار و تصاعد عدد المشتركين ب% 9،5 ليصل إلى 39,516,521 مشترك،بينما يقف معدل انتشار الهواتف النقالة الآن عند % 121،51. لاتزال الإتصالات الصوتية توفر سوقا مربحة لشركات الإتصالات في المغرب كما هو الحال بالنسبة للأسواق الإقليمية الأخرى.تثير هذه البيانات إهتماما متزيدا من طرف الشركات التي تتطلع إلى زيادة الإيرادات،ففي المغرب هناك أكثر من 4 مليون مستخدم للأنترنت كما تشير معطيات مارس 2013 أي مايعادل نسبة انتشار ب% 12،49 بينهم % 82 من المستخدمين الذين يلجون شبكة الأنترنت عبر الهواتف النقالة بتقنية الجيل الثالث 3G مما سيزيد في ارتفاع إيرادات خدمات البيانات بدون القيام بأي مجهود وذلك عن طريق ترخيص واحد على الأقل لتقنية الجيل الرابع 4G و التي يتوقّع تطبيقها بنهاية سنة 2013 كجزء من خطة واسعة لتوفير هواتف نقالة لجميع السكان بحلول سنة 2022 . ومع ذلك فكل وافد جديد إلى السوق سيواجه تحديات كما أشارت'' فيفيندي'' Vivendi في تقريرها السنوي لسنة 2012 ،لأن بيئة قطاع الهواتف النقالة في المغرب'' تنافسية بشكل مكثف''تحت قيادة شركة اتصالات المغرب التي قامت بالزيادة في عروضها التسويقية و مبادراتها الترويجية خلال سنة 2012 . رغم دخول شركة ''وانا'' على سبيل المثال السوق فقط سنة 2010 إلا أنها شهدت نموا كبيرا في فترة قصيرة. كان لذلك تأثير ملحوظ على معدل متوسط العائد لكل مستخدم،ففي سنة 2012 انخفضت إيرادات المحمول في الدقيقة ب% 27 بما في ذلك انخفاض إرادات الخدمات المسبقة الدفع والتي مازالت تمثل أكثر من % 90 من عدد المشتركين،وفقا للوكالة الوطنية لتنظيم الإتصالات.فقد أقيمت المنافسة التسعيرية كرد على الإجراء الذي قامت به الوكالة،على الرغم من كونها لا يحق لها أن تسعر البيع بالتجزئة إلا أنها تستطيع التأثير على سعر الجملة إجماليا عن طريق تخفيض رسوم الربط الإتصالاتي التي تؤديه شركة اتصالات المغرب للولوج إلى شبكتها،فاعتمدت الوكالة الوطنية للتنظيم الإتصالاتي ''ANRT'' معدّلا موّحدا للربط الإتصالاتي قدر ب0،13 درهم للدقيقة نحو جميع الإتجاهات و على مدار اليوم. تهدف هيئة الإتصالات التنظيمية المعلنة في هذا تغيير إلى تبسيط بنية التعريفة و موازنة تدفق الخدمات و الزيادة في جودتها و تجنّب الإفراط في تحميلها أوقات الذروة.فخلال سنة 2013 خفضت الوكالة كذلك أسعار الرسائل القصيرة الإجمالية ب%40 أي 0.05 درهم للرسالة الواحدة وذلك بهدف تخفيض الأسعار. باستمرار السوق في التطور تستمر المنافسة بين الشركات الثلاثة لحفاظ كل منها على حصته تحت ضغط الأسعار و الإرادات.ليستمر معدل ثمن بيع الدقيقة في الإنخفاض بما يعادل %22 مابين مارس 2012 و مارس2013 من 0.65 درهم للدقيقة إلى 0.51 درهم.كما تراجعت الأثمنة بشكل كبير في ميدان خدمات الأنترنت خلال نفس الفترة ،حيث تراجعت متوسط الفواتير( ADSLوالجيل الثالث 3G مجتمعة ) بنسبة %31 من 55 درهم إلى 38 درهم شهرياّ.
إن المجرى الذي يأخذ قطاع الإتصالات في المغرب يكاد يكون فريدا فقد أصبح قطاعا تنافسيا أكثر من أي وقت مضى في كل انحاء شمال أفريقيا،بحيث تستمر شركات الإتصالات إلى تنويع الإيرادات للمحافظة على الأرباح.ففي مصر مثلا تشكل معدلات متوسط الأرباح لكل مستخدم مايقارب ثلث ما يتشكل في المغرب.ومع ذلك ولموازنة انخفاض الأسعار قد يختار مدّعو اتصالات المغرب الجدد التركيز على الزيادة في الإستخدام العام و الإستثمار في المجالات ذات القيمة المرتفعة مثل خدمة البيانات لضمان نمو مستدام على المدى البعيد.