قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون المغاربية، الدكتور عبد الفتاح الفاتحي، أن العلاقات المغربية الأمريكية لا تعرف تطورا في المستقبل، خلافا لما يعتقده وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني، والذي عبر عنه في ندوة "علاقات المغرب بالولاياتالمتحدة .. الواقع والخيارات الجديدة" المنعقدة مؤخرا بالرباط. وأكد الخبير الاستراتيجي في شؤون الصحراء أن للمغرب إيجابات متكاملة حول المسألة الحقوقية التي تشكل اليوم جوهر السياسة الخارجية الأمريكية بعد التغييرات التي شملت جهاز الخارجية الأمريكية في شخص وزير الخارجية جون كيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس وسفيرة واشنطن لدى الأممالمتحدة سامنتا بوير، والقاسم المشترك بين مهندسي الخارجية الأمريكية أنهم ينتمون إلى نفس الايدولوجيا الأمريكيةالجديدة، والمرتكزة على تعزيز قضايا الحقوقية ودعم مبدأ تقرير المصير (الإنفصال). ولأن القاسم المشترك بين المسؤولين عن هندسة السياسة الخارجية الأمريكية الانتصار لمبدأ تقرير المصير وجعل قضايا حقوق الانسان يقول الفاتحي أساس أي تعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، فإنه يتوقع أن يعرف الموقف الأمريكي تغييرا ملحوظا بخصوص قضية الصحراء، ومنه الإشارة إلى إمكانية تراجع الولاياتالمتحدةالأمريكية عن دعمها للمقترح المغربي منح محافظات الصحراء حكما ذاتيا موسعا. ولهذه الاعتبارات، يضيف الفاتحي فإن العلاقات الأمريكية المغربية قد تعرف أزمات على خلفية تطورات المواقف الأمريكية من قضية الصحراء،وعنوان تطور الموقف الأمريكي بدا واضحا عقب تقدم الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى مجلس الأمن الدولي بمقترح توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل حقوق الإنسان في الصحراء. ويضيف الخبير في الشؤون المغاربية، أن حجج وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني الذي يبرر بها مستقبل تطور العلاقات المغربية الأمريكية ومنها اتفاقية التبادل الحر الموقعة بين المغرب والولاياتالمتحدة، والحوار الاستراتيجي القائم بين البلدين، ذلك لأن الولاياتالمتحدة لم تنضبط لمبدأ استمرار حرارة خط الاتصال الدبلوماسي حين عمدت لمجلس الأمن الدولي في اجتماعه الأخير حول الصحراء بمقترح توسيع صلاحيات بعثة المينورسو على أن تشمل حقوق الإنسان في الصحراء. أما دفوعات الوزير بالحضور المغربي القوي داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر جاليته المقيمة في هذا البلد، فلعل الوزير يعرف أن وزارته لا تمتلك تصورا استراتيجية لتدبير الدبلوماسية الموازية داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي باقي دول العالم ذات التأثير القوي في العلاقات الدولية.