قال عبد الفتاح الفاتحي، الباحث في قضايا الصحراء والشأن المغاربي، إن إشراف وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة هيلاري كلينتون ووزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني على انطلاق الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي المغربي الأمريكي، يوم الخميس في العاصمة واشنطن، يعد مناسبة جيدة لإعادة ضبط معادلة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، ولا سيما قضية الصحراء. وأبرز الفاتحي، في تصريحات لهسبريس، مدى أهمية النقاش حول حجم الدعم الذي توليه الولاياتالمتحدةالأمريكية للمقترح المغربي بخصوص منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا، ذلك لأن المغرب يضع مسألة الصحراء محورا لباقي العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، بل إن المغرب يرهن كل علاقاته الدولية على ميزان تأييد الموقف المغربي في قضية الصحراء. وأكد المحلل بأن الدبلوماسية المغربية ستكون على موعد لتأمين المواقف الأمريكية المؤيدة للمقترح الحكم الذاتي ومسار المفاوضات حول الصحراء، بعدما اعتبر البعض أخيرا أن تمسك الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمبعوث الشخصي الى الصحراء كريستوفر روس أحد المؤشرات الدالة على توتر العلاقات المغربية الأمريكية. وتوقع الفاتحي من الحوار الاستراتيجي بين المغرب وأمريكا شرح مسوغات سحب المغرب ثقته من روس ومسألة حياديته، لاسيما مسألة توسيع صلاحيات بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء، وسعي الطرفين إلى تقريب وجهة نظرهما حول الموضوع، وكذا بحث العديد من القضايا الأخرى وعلى رأسها قضية الصحراء وتحدي الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، وتطبيع العلاقات المغربية الجزائرية. وأردف المتحدث بأنه يُتوقع أيضا أن تصدر الخارجية المغربية والأمريكية بلاغا مشتركا بشأن قضية الصحراء ومستقبل المفاوضات لحل النزاع في الصحراء، وفق ما تقتضيه درجة التنسيق المغربي الأمريكي باعتبار المغرب الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدةالأمريكية والعضو الهام في محاربة الإرهاب. وتوقع الفاتحي بأن يشدد البلاغ المرتقب على واقعية وجدية ومصداقية مقترح الحكم الذاتي كحل للنزاع في الصحراء، فضلا عن ذلك يضيف المحلل فإن الدبلوماسية المغربية ستكون على موعد للتنبيه إلى خطورة السعي في اتجاه تحوير مهمة الأممالمتحدة في الصحراء، وخاصة مسألة توسيع مراقبة بعثة المينورسو لتشمل قضية حقوق الإنسان في الأقاليم الجنوبية. وخلص الفاتحي إلى أن الموقف المغربي يبقى قويا طالما لم تفرض الأممالمتحدة استمرار المفاوضات تحت إدارة كريستوفر روس، مشيرا إلى أن الموقف المغربي مطمئن في انتظار تأمينه بالكامل بعد انتهاء اللقاء الأخير للدبلوماسية المغربية مع نظيرتها الأمريكيةبواشنطن.