قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي سعد الدين العثماني، إن ما تداولته بعض وسائل الإعلام المغربية بخصوص التقرير الأخير للخارجية الأمريكية عن حقوق الإنسان في الصحراء "لم يكن دقيقا ولا متكاملا". وأضاف العثماني٬ في حديث لجريدة "الاتحاد الاشتراكي" نشرته اليوم الثلاثاء٬ أن التقرير المشار إليه "سري٬ والراجح أن الصحافة المغربية التي كتبت عنه لم تطلع عليه، بل اكتفت بما ادعي أنه مضامين له أخذت عن وكالات أنباء دأبت على مهاجمة المغرب"٬ مؤكدا أنه لا يمكن "في مناقشة قضية مثل هذه عدم استحضار البيان الختامي الصادر عن جولة الحوار الاستراتيجي مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في واشنطن الذي رحب بالتطورات الايجابية التي باشرها المغرب في مجال حقوق الإنسان"، وفق وكالة الأنباء المغربية. وأبرز أن التقرير يتضمن العديد من النقاط الايجابية٬ "فهو يؤكد دعم الولاياتالمتحدةالامريكية لمهمة بعثة المينورسو كما هو منصوص عليه في قرار مجلس الأمن الأخير"٬ مشيرا إلى أن "الدبلوماسيين الأمريكيين وغيرهم يزورون بانتظام منطقة الصحراء المغربية ويلتقون بالمسؤولين المغاربة والأمميين وبالناشطين الصحراويين". وكان قد جاء في البيان المشترك للدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولاياتالمتحدة٬ الذي انعقد في 13 شتنبر الماضي بواشنطن٬ والذي نشر أمس الاثنين٬ أن "الولاياتالمتحدة أكدت بوضوح أن مخطط المملكة المغربية للحكم الذاتي جدي وواقعي وذو مصداقية٬ ويمثل مقاربة قادرة على تلبية طموحات ساكنة الصحراء في تدبير شؤونها الذاتية في سلم وكرامة"٬ مسجلا٬ في هذا الصدد٬ أن "سياسة الولاياتالمتحدة إزاء الصحراء ظلت ثابتة منذ عدة سنوات". وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون٬ من جهة أخرى٬ أ ن تقرير الخارجية الأمريكية يشير إلى "التقدم الحاصل في المملكة في مجال حقوق الإنسان وخصوصا مبادرة الملك محمد السادس باقتراح دستور جديد صوت عليه الشعب المغربي في فاتح يوليوز 2011 وتنظيم انتخابات تشريعية شملت كافة التراب الوطني بما فيه الأقاليم الصحراوية". وقال "إن المواطنين في الصحراء المغربية شاركوا في الاستحقاقين (أي الاستفتاء والانتخابات). وتقول السلطات المحلية ان نسبة المشاركة في المنطقة تفوق النسبة الوطنية"٬ مضيفا أن تقرير الخارجية الأمريكية "يتحدث في سياق إيجابي أيضا عن إنشاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان وفرعيه بمدينتي العيون والداخلة". وخلص الوزير٬ الذي ذكر بمواقف بعض الدول من التطورات الايجابية التي يعرفها المغرب ومن مبادرة الحكم الذاتي التي وصفت بالجدية والمصداقية"٬ إلى أن "التقرير يتضمن أمورا إيجابية بالنسبة للمغرب ٬ وأمورا أخرى سلبية. وسنعمل على بلورة الرد المناسب عند التوصل بنسخة رسمية منه". تعليق الصورة: سعد الدين العثماني، وزير الخارجية والتعاون المغربي.