أكد رئيس الوزراء القطري،الشيخ حمد بن جاسم الثاني، والذي يرأس وفدا ممثلا عن دول الجامعة العربية الأعضاء للمبادرة العربية للسلام، أن الجامعة العربية تقبل فكرة تبادل الأراضي بين إسرائيل والفلسطينيين، من أجل إنهاء النزاع بين الطرفين على أساس مبدأ "دولتين لشعبين"، تفصل بينهما حدود عام 1967. وجاءت أقوال رئيس الوزراء القطري في ختام مشاورات بين وفد للجامعة العربية في واشنطن، شمل أمين عام الجامعة، نبيل العربي، وعدد من ممثلي الدول الأعضاء للمبادرة العربية، وبين رئيس الوزراء الأمريكي جون كيري ونائب الرئيس الأمريكي جون بايدن. وقال الشيخ حمد بن جاسم إن السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو "خيار استراتيجي" بالنسبة لدول الجامعة العربية. وصرح وزير الخارجية الأمريكي، بدوره، أن الرئيس أوباما ما زال متمسكا بمبدأ حل "الدولتين لشعبين"، وفقا لما صرحه في مايو عام 2011، من أجل التوصل إلى السلام، مشددا على أهمية المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف كيري أن الإدارة الأمريكية ستستمر في المشاورات مع ممثلي الجامعة العربية فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط. وتتوقع الإدارة الأمريكية أن ترد الحكومة الإسرائيلية بصورة مناسبة على موقف الجامعة العربية الجديد، وأن تسعى من أجل "تسخين" العلاقات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وتحدثت الصحف الإسرائيلية عن أن كيري يضغط على دول عربية بتقديم التنازلات لإسرائيل لتحثها على تبني مبادرة السلام، وفي ذلك ذُكر أن الإدارة الأمريكية تحاول إقناع دول في الخليج بالسماح لإسرائيل بالطيران فوق أراضيها. وفي إسرائيل، صرّحت وزيرة العدل، تسيبي ليفني، والمسؤولة عن ملف المفاوضات السلمية مع الطرف الفلسطيني، صباح يوم الأربعاء 30 ابريل، للإعلام الإسرائيلي قائلة إن التصريحات التي سمعتها من واشنطن "إيجابية ومهمة لدولة إسرائيل"، وأضافت أنها "تهنئ الممثلين في واشنطن والجامعة العربية". وذكرت ليفني أن تأكيد ممثلي الجامعة العربية على تمسكهم بالمبادرة العربية للسلام في الشرق الأوسط، يبرز أهمية التوقيع على اتفاقية سلام مع الفلسطينيين، لأنه سيحقق السلام الشامل في المنطقة. وكتب أعضاء كنيست (البرلمان الإسرائيلي) على صفحات "فيسبوك" الخاصة بهم، أن تصريحات رئيس الوزراء القطري مهمة جدا لإسرائيل وأنه يجب على الحكومة الإسرائيلية، ولا سيما رئيس الحكومة نتنياهو، أن لا تفوّت الفرصة لمد يدها للسلام، والعودة فورا إلى طاولة المفاوضات مع الجانب الفلسطيني. وكتب أحدهم، عضو الكنسيت من حزب العمل، إيتان كابل، أن انفتاح الجامعة العربية على فكرة تبادل الأراضي توجب إسرائيل على الانفتاح مجددا على مبادرة السلام العربية والعملية السلمية مع "أبو مازن". وفيما يتعلق بفكرة تبادل الأراضي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال جلسة لكتلة "ليكود- بيتنا"، إنه سيدعم مشروع قانون قدمه أعضاء من حزبه، يقضي بإجراء استفتاء شعبي في قضية انسحاب إسرائيل من أراضي تخضع لسيطرة إسرائيل الكاملة (مثل القدسالشرقية، وهضبة الجولان)، وفسر نتنياهو قائلا إنه "يدعم استفاء شعبيا في قضايا مصرية".