اتهم ممثل جبهة البوليساريو الانفصالية بإسبانيا، بوشراية بيون، في تصريح لأندلس برس اليوم الاثنين، الحكومة المغربية ب"مغالطة الرأي العام الدولي" بشأن نتائج الجولة الخامسة من المباحثات غير الرسمية بين الجانبين بشأن نزاع الصحراء، والتي اختتمت أمس بمانهاست بضاحية نيويورك، بالولايات المتحدةالأمريكية. وقال بيون إن "هذه الجولة لم تأت بجديد والمغرب لازال متمسكا بالحكم الذاتي كخيار وحيد لحل النزاع حول الصحراء الغربية، عكس ما صرح به وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري"، الذي أكد أن المغرب تقدم بأفكار ملموسة بخصوص "موضوع الثروات الحقيقية في المنطقة، وتمثيلية المواطنين الصحراويين في الأقاليم الجنوبية في هذه المفاوضات وكذلك ضرورة اعتماد المبعوث الشخصي لأساليب جديدة بدل الاكتفاء فقط بالجولات التفاوضية". وأشار وزير الخارجية المغربي إلى أن وفد بلاده في هذه المحادثات "تقدم بتفسير مقترح الحكم الذاتي وبعدد من الأفكار الملموسة لتسريع وتيرة المفاوضات"، وأكد على أهمية الخطوة التي تقدم بها تجاه الأطراف الأخرى والمتمثلة في مبادرة الحكم الذاتي في نطاق الانفتاح والرؤية المستقبلية والإستراتيجية للمنطقة، مشيرا إلى أن الأممالمتحدة والمجتمع الدولي يسجلان يوما عن يوم أن المبادرة المغربية جادة وبإمكانها فتح المجال للتوصل إلى حل نهائي دائم وعادل لهذا النزاع المفتعل حول أقاليمنا الجنوبية. كما شدد الوفد المغربي، يضيف الفاسي الفهري، على ضرورة توسيع الوفود لضم ممثلين عن الساكنة الصحراوية في الأقاليم الجنوبية حتى تتاح لهم الفرصة للتعبير عن إرادتهم وللتأكيد على تصورهم، خاصة بالنسبة لمبادرة الحكم الذاتي التي انطلقت وتم التفكير فيها من طرف شيوخ المنطقة والهيئات الممثلة للسكان. وفي ما يتعلق بأسلوب ومسؤوليات الممثل الشخصي، أوضح رئيس الدبلوماسية المغربية أنه بإمكانه ألا يقتصر على جولات تفاوضية واعتماد أساليب أخرى معروفة على الصعيد الدبلوماسي من قبيل توسيع الوفود إلى من يهمهم الأمر من خبراء وذلك "حتى نتقدم في إغناء هذه المفاوضات وكذلك اعتماده لمقترحات وأساليب أخرى أو اجتماعات ولقاءات من طبيعة أخرى". من جهته اعتبر ممثل جبهة البوليساريو بإسبانيا أن "تصريح وزير الخارجية المغربي مليء بالمغالطات"، محملا المغرب "مسؤولية ما سيقع بالمنطقة إن لم تأت الجولة السادسة من المحادثات غير الرسمية بجديد"، مشددا على "ضرورة إعطاء إشارات جديدة تسير في اتجاه تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره ومن الاختيار بين الحكم الذاتي وبين الاستقلال أو البقاء تحت السيادة المغربية". ومن جانبه، أعلن كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة بالصحراء، في ختام الجولة الخامسة من المحادثات غير الرسمية أن الأطراف ستلتقي في مارس المقبل لتطوير "أفكار ملموسة"، مشيرا إلى أن الطرفين "قاما بمناقشات مستفيضة حول أساليب مبتكرة لبناء ديناميكية جديدة في هذه العملية على أساس عقد اجتماعات منتظمة". وقال الدبلوماسي الأمريكي إن الأطراف رحبت باستئناف الزيارات العائلية عن طريق الجو، وكما "تم الاتفاق عليه في الجولة الثالثة من المحادثات غير الرسمية تنوي الوفود الأربعة (المغرب، البوليساريو، الجزائر وموريتانيا) أن تلتقي مع مكتب المفوض السامي لشؤون اللاجئين في جنيف في أوائل شهر فبراير لاستعراض خطة العمل لإجراءات بناء الثقة بصورة كاملة والسير قدما في تنفيذ الزيارات العائلية عن طريق البر".