اتهم ممثل جبهة البوليساريو الانفصالية بإسبانيا، بوشراية بيون، في تصريح لأندلس برس اليوم السبت، الحكومة الإسبانية ب"محاولة التأثير على سير المحادثات غير الرسمية بين المغرب والجبهة" وذلك عبر إطلاق تصريحات تدعم، حسب رأيه، مقترح المغرب بإعطاء حكم ذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية. وجاءت تصريحات ممثل جبهة البوليساريو كرد فعل على تصريحات أدلى بها وزير الرئاسة في حكومة ثاباتيرو رامون خاورجي، في مقابلة مع مجلة "فانيتي فاير" الواسعة الانتشار، كان قد أكد فيها أنه لو كان "رئيسا" لجبهة البوليساريو فلن "يستهتر بخيار الحكم الذاتي"، مشيرا إلى انه البديل عن العيش "ثلاثين عام في المخيمات" في إشارة لا لبس فيها إلى مخيمات تندوف. كما انتقد بوشراية بيون تصريحات وزيرة الخارجية الإسبانية، ترينيداد خيمينيث، والتي أكدت فيها أمس الجمعة على ضرورة "إدراك مدى صعوبة" إجراء استفتاء في الصحراء كوسيلة لحل النزاع مع المغرب. وقال بيون إن "مثل هذه التصريحات والمواقف تؤكد ما جاء في الوثائق السرية للخارجية الأمريكية والتي سبق ونشرها موقع ويكيليكس" وهي الوثائق التي تؤكد تغيرا جذريا في الموقف الإسباني من نزاع الصحراء ودعما واضحا لمقترح الحكم الذاتي التي يطرحه المغرب كحل للنزاع بالمنطقة. واعتبر ممثل جبهة البوليساريو أن التصريحات الأخيرة للحكومة الإسبانية "جاءت لتنقذ المغرب من الورطة التي يوجد فيها" بعد أحداث العيون الأخيرة، محملا الحكومة المغربية المسؤولية في "غياب أي تقدم نحو إيجاد حل" للنزاع رغم انعقاد أربع جولات من المحادثات غير الرسمية بين الطرفين تحت مظلة الأممالمتحدة. وأشار بيون إلى أن "إسبانيا كانت تدعم الموقف المغربي في السر ولكن مثل هذه التصريحات العلنية تهدف إلى التأثير على مواقف باقي البلدان"، خاصة تلك التي تشكل مجموعة أصداق الصحراء وهي إلى جانب إسبانيا كل من روسيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، بريطانيا وفرنسا. وأكد ممثل جبهة البوليساريو أن هذه الأخيرة ستشارك في محادثات نيويورك التي ستنطلق اليوم "بنفس روح التعاون الجاد" كما ستشارك في كل اللقاءات التي تدعو إليها الأممالمتحدة "لأن المغرب يحاول، حسب رأيه، تحميل مسؤولية توقف المحادثات للبوليساريو وكان هذا هو الهدف الرئيسي من تفجير أحداث أكديم إيزيك في 8 نوفمبر الماضي". هذا وكان الناطق الرسمي باسم الأممالمتحدة مارتن نسيركي، قد أعلن أمس الجمعة أن الاجتماع الخامس غير الرسمي حول الصحراء الذي يعقد بدعوة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، سيبدأ السبت بمانهاست بضواحي نيويورك. وقد كان هذا اللقاء الجديد، الذي يستمر إلى غاية الأحد وسيجمع فضلا عن المغرب والبوليساريو، كلا من الجزائر وموريتانيا، مبرمجا عقب الجولة الأخيرة التي عقدت في ديسمبر الماضي والتي "بدأت خلالها الأطراف نقاشات وفق مقاربة مجددة بغية خلق مناخ أكثر ملائمة لإحراز تقدم" في المفاوضات. ويضم الوفد المغربي المشارك في هذا الاجتماع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري والمدير العام للدراسات والمستندات محمد ياسين المنصوري والأمين العام للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ماء العينين خليهنا ماء العينين. أما جبهة البوليساريو فستكون ممثلة بكل من رئيس المجلس الوطني (البرلمان) خطري ادوه و المنسق مع بعثة الأممالمتحدة من اجل تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) امحمد خداد و ممثل جبهة البوليساريو لدى منظمة الأممالمتحدة أحمد بوخاري. ويذكر أن هذه الاجتماعات غير الرسمية التي كانت قد بدأت في غشت 2009 بالنمسا، تندرج في إطار تنفيذ قرارات مجلس الأمن 1813 ( 2008) و 1871 (2009) و 1920 ( 2010) والتي تدعو الأطراف إلى الدخول في مرحلة من المفاوضات المكثفة والجوهرية تأخذ بعين الاعتبار الجهود التي بذلها المغرب منذ سنة 2006 والتحلي بالواقعية وروح التوافق.