استقبلت جبهة البوليساريو الانفصالية على طريقتها الخاصة تسلم السفير المغربي الجديد لدى اسبانيا والعضو القيادي السابق بالجبهة، أحمدو ولد سويلم ، لمنصبه حيث اعتبر ممثلها بإسبانيا بوشراية بيون هذا التعيين بمثابة "ابتزاز" من قبل المغرب. ساعات فقط بعد استقبال ولد سويلم من قبل الملك خوان كارلوس الذي تسلم منه أوراق اعتماده كسفير للمغرب بإسبانيا، قال ممثل جبهة البوليساريو لوكالة أوروبا برس إن المغرب ينهج "سياسة الابتزاز" و"الضغط" على إسبانيا من أجل تغيير هذه الأخيرة لموقفها من نزاع الصحراء. وأكد بيون بأن تعيين قيادي سابق في جبهة البوليساريو كسفير للمغرب بمدريد "لن يغير شيئا"، مضيفا أن موقف الحكومة الاسبانية "لصالح" الأطروحة المغربية "لن يكون أسوأ"، في حين أن الدعم التقليدي للمجتمع المدني الاسباني للبوليساريو سيبقى في رأيه دون تغيير. وقال ممثل جبهة البوليساريو بأن الرباط تحاول من خلال هذا التعيين "محاولة التأثير على تأييد وتعاطف المجتمع المدني الاسباني تجاه الشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو، ولكنه لن يفلح في ذلك حسب رأيه". ويأتي تسلم ولد سويلم لمنصبه وسط تخوف من حدوث توتر جديد في العلاقات بين المغرب وإسبانيا، إثر التحاق مجموعة من 20 من الانفصاليين الصحراويين بجزر الكناري وطلبهم حق اللجوء السياسي بإسبانيا بعد انطلاقهم من منطقة بالقرب من مدينة العيون على متن قارب من نوع باتيرا. ويذكر أن اختيار ولد سويلم لهذا المنصب كان قد استقبل بشيء من البرود من قبل الحكومة الإسبانية، نظرا للمناصب القيادية التي كان قد تقلدها في السابق داخل جبهة البوليساريو الانفصالية بالصحراء والتي تحظى بدعم كبير في الأوساط السياسية والمجتمع المدني بإسبانيا، قبل أن يعود للمغرب. وقد عاد ولد سويلم إلى المغرب في يونيو 2009 ليتبنى دعم مشروع الحكم الذاتي بالصحراء الذي اقترحه المغرب كحل لهذا النزاع الذي طال أزيد من 35 سنة.