أفادت مصادر مطلعة بالعاصمة الإسبانية مدريد، مساء الجمعة، بأن السفير الجديد للمغرب بإسبانيا والقيادي السابق في جبهة البوليساريو الانفصالية، أحمدو ولد سويلم، سيلتحق بمنصبه في غضون الساعات القليلة المقبلة. وبالرغم من عدم تأكد الخبر من مصادر رسمية، تتحدث ذات المصادر عن تقديم ولد سويلم لأوراق اعتماده للعاهل الإسباني الملك خوان كارلوس يوم الاثنين المقبل، لمباشرة مهامه وذلك إحدى عشر شهرا بعد إعفاء السفير السابق عمر عزيمان من مهامه من قبل الملك محمد السادس وتعيينه بعد ذلك رئيسا للجنة الجهوية. ويأتي تسلم ولد سويلم لمنصبه وسط تخوف من حدوث توتر جديد في العلاقات بين المغرب وإسبانيا، إثر التحاق مجموعة من 20 من الانفصاليين الصحراويين بجزر الكناري وطلبهم حق اللجوء السياسي بإسبانيا بعد انطلاقهم من منطقة بالقرب من مدينة العيون على متن قارب من نوع باتيرا. هذا وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد استقبل أحمدو ولد سويلم في 26 نونبر الماضي، وعينه رسميا سفيرا للمغرب لدى إسبانيا وذلك عشرة أشهر بعد اختياره لهذا المنصب خلفا لعمر عزيمان. ويذكر أن ولد سويلم قد ولد وترعرع في كنف أسرة نافذة في قبيلة أولاد دليم تاكادي، وكان والده سويلم ولد عبد الله الشيخ النافذ في القبيلة وعمدة مدينة الداخلة لايام التواجد الإسباني بالمنطقة، وقد التحق أحمد ولد سويلم بالمدرسة الابتدائية والثانوية بالمدينة التي ازداد بها سنة 1951، وعلى إثرها تم تعيينه مساعدا إداريا للسلطات الإسبانية لموقعه في قبيلته واستمر في هذا المنصب حتى سنة 1975 حيث سيسهم في تأسيس البوليساريو. وعلى اعتبار انتمائه إلى أعيان القبائل الصحراوية، سيحتل أحمد ولد سويلم مراكز مهمة داخل التنظيم الانفصالي فقد عين عضوا في لجنة العلاقات الخارجية للمكتب السياسي، ثم ممثلا لبوليساريو في غينيا بيساو، وبناما، فأنغولا وإيران، قبل أن يعين مسؤولا عن قسم " المخيمات الصحراوية في موريتانيا ". ومثل أحمدو ولد سويلم أيضا، الانفصاليين داخل لجنة تحديد الهوية التابعة لبعثة المينورسو. غير أن أيام الصفاء والود مع قيادة البوليساريو لن تدوم طويلا، فغداة مؤتمرالبوليساريو العاشر (1999)، اتخذ موقفا من قيادة البوليساريو وأبدى اعتراضه على الإستراتيجية المعتمدة من قبل محمد عبد العزيز بشأن ملف الصحراء. وبعد أن انضم إلى الحركة المعارضة لمحمد عبد العزيز، غادر ولد سويلم مخيمات تندوف ليقيم بمنطقة ميجك. وفي أكتوبر 2003، وبمناسبة المؤتمر الحادي عشر، عاد أحمدو ولد سويلم مجددا ضمن قيادة البوليساريو، إذ عين وزيرا مستشارا لدى رئاسة الجمهورية الصحراوية المزعومة، كما أعيد تعيينه في المنصب نفسه سنة 2007، خلال المؤتمر الموالي، إذ كلف بمهمة تدبير العلاقات مع الدول العربية. وتقلد أحمد ولد سويلم لهذه لمناصب الرسمية لم يمنعه من المجاهرة بما يراه صوابا وإن كان ضد محمد عبد العزيز نفسه. وهكذا أعلن تأييده لصوت القبائل الداعية لمقاطعة المؤتمر الثاني عشر احتجاجا على اعتقال أبنائها في سجون سرية، وأكد حينها ولد سويلم أن المؤتمر ليس إلا مسرحية مزيفة لتخليد ابن عبد العزيز في السلطة، وتقاطع خطابه مع تصريحات "خط الشهيد" التي كانت تسير في ذات المنحى. وعاد سنة 2008 ووجه نقدا شديدا لقيادة البوليساريو يرتبط بأدائها في المفاوضات مع المغرب متهما إياها بالارتجال، كما انتقد القرارات الأحادية لمحمد عبد العزيز، وسلوكات المحيطين به، قبل أن يبلغ السيل الزبى ويقرر أحمد ولد سويلم الدفاع عن طروحاته على أرضية أخرى وهي الأرضية المغربية التي يتفق معها في مسألة الحكم الذاتي للصحراء. ومن ثم عاد إلى المغرب في يونيو 2009.