في خضم الاحتجاجات الاجتماعية الأكبر من نوعها في تاريخ تونس المعاصر، أوصت وزارة الخارجية الإسبانية اليوم مواطنيها بعدم السفر إلى وسط تونس، نظرا للاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة أسابيع، وأودت بحياة 18 شخصا على الأقل. وعلى وجه الخصوص، أوصت الخارجية على موقعها الرسمي بعدم السفر إلى المربع المؤلف من مدن القصرين، وسيدي بوزيد، وسليانة، والكاف، إلى جانب منطقة قفصة، بوسط البلاد. وتنصح الخارجية الاسبانية رعاياها كذلك ب"تشديد الحيطة، وتجنب المظاهرات، والتجمعات" في باقي أنحاء البلاد، خاصة المناطق الأكثر سياحية في المنطقة الساحلية، "ففي الظروف الحالية قد تتحول إلى أعمال عنف". وكانت مدينة سيدي بوزيد قد شهدت في النصف الثاني من الشهر الماضي بدء موجة الاحتجاجات بعد انتحار شاب يدعى محمد بوعزيزي (26 عاما) بعدما قوبل بعقبات في طريق عمله كبائع لمنتجات زراعية. وانتقلت الاحتجاجات إلى مدن أخرى بعد ذلك وتطورت إلى مواجهات مباشرة مع قوات الأمن، فأقدم الرئيس زين العابدين بن علي على إجراء تعديل وزاري شمل حقيبتي الشباب والرياضة، والشئون الدينية، فيما توعد بملاحقة العناصر "المثيرة للشغب".