كل إشارات الدولة الإسبانية بخصوص نزاع الصحراء تشير إلى انعطافة واضحة نحو الاتجاه السائد في أوساط الكبرى في نزاع الصحراء، ومغادرتها لما يمكن أن يطلق عليه "الحياد الحرج" الذي جر عليها الكثير من المتاعب مع دول الجوار شمالا وجنوبا وشرقا. فقد تجنبت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث أمس التعليق على التسريبات التي كشفها موقع "ويكيليكس" بشأن الموقف الإسباني إزاء النزاع الدائر حول الصحراء، مشددة على أن حكومتها تؤيد الجانبين في سعيهما نحو التوصل إلى حل للأزمة. وفي مؤتمر صحفي عقد اليوم، أوضحت خيمينيث: "الموقف الاسباني من هذه القضية معروف جدا". وأكدت خيمينيث أن الحكومة الاسبانية دائما ما أبدت دعمها "للطرفين في عملية التوصل لحل عادل، ودائم ومتوازن"، مشيرة: "الحل الأفضل سيكون هذا الناجم عن اتفاق". ولم ترغب وزيرة الخارجية في الإجابة على أسئلة بشأن ما كشفه موقع "ويكيليكس" عن موقف إسبانيا من النزاع، ودعمها للمقترح المغربي بهذا الصدد. وأوضحت: "كما تعرفون أن هناك الكثير من المعلومات في المراسلات الدبلوماسية الأمريكية، فإن قرار حكومة إسبانيا هو عدم التعليق على محتوى هذه المعلومات الصادرة عن جانب، وبتحليل غير موضوعي، ومن منظور جانب واحد". كانت الوثائق السرية التي وزعها موقع "ويكيليكس" الإلكتروني مؤخرا على عدد من الصحف العالمية، قد كشفت أن إسبانيا وافقت على اقتراح منح إقليم الصحراء الغربية الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. وتشير البرقيات الدبلوماسية الأمريكية التي تم تبادلها بين سفارات الولاياتالمتحدة في مدريد وباريس والرباط في 2006 ونشرتها صحيفة (الباييس) الإسبانية اليوم، إلى أن وزير الخارجية الإسباني السابق ميغل أنخل موراتينوس اقترح وثيقة لم تتطرق إلى مسألة السيادة والاستقلال، بينما تعول على الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء.