حالة من التوتر تسود المشهد السياسي الإسباني بعد بث تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي قبل يومين شريطا لعرض العضلات، حيث تم تصوير كتيبة تقود سيارات دفع رباعي، تتحدث اللهجة الحسانية، وقد ظهر شخصان يعتقد أنهما المختطفين الإسبانيين، يحيط بهما مسلحون. و كان تنظيم القاعدة في وقت سابق قد أطلق سراح زميلتيهما أليسيا غامث جزاءا لها حسب زعمهم على دخولها الإسلام حيث تسمت باسم "عائشة"، و اعتبارا لظروفها الصحية. غير أن خبر دخولها الإسلام لم يتأكد بعد، حيث أعلن الناطق باسم جمعية "برشلونة للعمل التضامني" التي تتعاون معها أليسيا غامث ، أنه لا يستطيع أن يؤكد أو ينفي خبر إسلام أليسيا، لأنها منذ عودتها لم تتصل بالجمعية و هو بدوره يريد احترام حرمة حياتها الشخصية. و كان جوسب رمون خيمينث الناطق باسم "برشلونة للعمل التضامني" يتحدث في ندوة صحفية عقدها ليدين تسريب نائبة رئيس الوزراء ماريا تيريسا فرنندث دي لا فيغا معلومات للصحافة قد تؤثر سلبا على مساعي انقاذ عضوي الجمعية في قبضة القاعدة. و اتهم الحكومة الإسبانية بخرق الإتفاق حول لزوم الحذر التي فرضتها هي نفسها على الأطراف المعنية بالملف. و فيما يخص الصفقة التي تم إطلاق أليسا غامث بموجبها، فبينما تؤكد مصادر بأنه قد تم دفع قرابة 2،5 مليون دولار كفدية للتنظيم المتطرف، فإن دي لافيغا كانت قد أنكرت دفع أي مقابل مادي للقاعدة. فيما يتوعد الحزب الشعبي الحكومة بالقول بأنه سيحين وقت المساءلة ومناقشة هذه الشؤون. وعكس هذا الموقف، ثمن دوران لييدا أحد زعماء الحزب المسيحي الكطلاني "سيو" جهود الحكومة فيما أنحى باللائمة على الموقف اللامسؤول و المتشنج للحزب الشعبي. أما تنظيم القاعدة فقد أبان أنه سيد الموقف في منطقة الصحراء والساحل و بدا جد مرتاح وهو يملي شروطه على الحكومة الإسبانية و يطالب الرأي العام الإسباني بالضغط على حكومة مدريد لتنفيذ المطالب التي لم يحدد طبيعتها في الشريط، مذكراً فقط أن إسبانيا هي هدف للتنظيم لمشاركتها في حرب العراق وأفغانستان إلى جانب الحلف الأطلسي. و حسب التنظيم فما دامت تلك الحرب لا تفرق بين المدنيين والعسكريين فإن المواطنين الإسبان سوف يعاملون بنفس الطريقة.