كان القاضي بالتسار كارثون نجما حاضرا أمس في الملتقى السينمائي كويا، الذي تشهده مدريد كل سنة. فقد قامت مجموعة مؤيدة للقاضي بتنظيم مظاهرة مساندة له بمقابل مبنى قصر المؤتمرات الذي جرت داخله مراسيم الحفل، و قد وضع كثيرون على وجوههم أقنعة بصورة كارثون و حملوا لافتات تندد بالحصانة التي تحول دون التحقيق و البحث في جرائم الحرب الأهلية الإسبانية. هذه المظاهرة لقيت مساندة مجموعة من الفنانين الذين اقتربوا لتحية المتظاهرين و تأييدهم من بينهم خوان دييكو بوثو و جوردي داودر. و أعلنت جمعية الذاكرة التاريخية التي حضر عدد من أعضائها المظاهرة عزمها القيام بمجموعة من الأنشطة التضامنية في الأسابيع القليلة القادمة لتأكيد حق عائلات ضحايا النظام الفرنكي في عدالة حقة. وتجدر الإشارة إلى أن مختلف مجموعات اليسار تستجمع قواها و تعبئ جهودها لمساندة القاضي كارثون، المتابع في المحكمة العليا الإسبانية بتهمة التعسف و استغلال النفوذ من جهة، و التهرب من واجباته الضريبية من جهة أخرى. فقد قامت مجموعة لم تعلن عن نفسها ككيان منظم بكتابة و نشر بلاغ على الإنترنت أسمته "العدالة لأجل كارثون"، دعت فيه إلى التضامن مع القاضي الذي طالما تصدى في رأيها بشكل شجاع و مستمر للفساد، و التزم بالدفاع عن حقوق الإنسان و الحرية محليا و دوليا، وجابه الدكتاتوريات، والإرهابيين و الفاسدين في كل العالم.[ لكنه عجز عن التعامل مع ملف أساسي في المشهد السياسي الإسباني]. كما قامت مجموعة من المثقفين الأسبان من بينهم خوان كويتسولو، بإصدار بيان آخر أعربت فيه عن مساندتها للقاضي كارثون و عن قلقها من الخطوات التي اتخذها القضاء الإسباني، و أكدت بأن هذا القرار القاضي بمتابعة كارثون، يحرم عائلات ضحايا الحرب الأهلية من تفعيل قرار لجنة حقوق الإنسان في الأممالمتحدة و القاضي بالاعتراف، التعويض و العدالة، كما يتعارض مع قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الصادر في 16 يوليو 2009 والتي قضت بأن الامتناع الرسمي عن التحقيق في قضايا المختفين يفترض تعامل مروع و لا إنساني خاصة إذا كانت الأحداث قد ارتبطت بالتعذيب. كما تشكلت في الموقع الشهير "فايس بوك" مجموعة و التي أعلنت أنها خلقت الموقع بسبب قلقها إيزاء فحوى القرار القاضي بمتابعة كارثون و آثاره المحتملة على جودة الديمقراطية في إسبانيا. فهل تستطيع ردود الفعل المساندة و مظاهر الإستنكار التي تعرب عنها مختلف مجموعات اليسار و جمعيات عائلات الضحايا، استثارة الراي العام لصالح القاضي النجم كارثون، علما أن ما يشد انتباه الشخص العادي في الشارع هو الأزمة الإقتصادية، و القلق إيزاء منصب الشغل. و هي العوامل التي تدفع بشكل حثيث الرأي العام الإسباني نحو مواقف أكثر يمينية، مساندة للحزب الشعبي الإسباني و لإقتراحاته السياسية.