شن سلاح الجوّ الإسرائيلي، اليوم السبت، غارات جوية جديدة على قطاع غزة استهدفت مواقع لحركتي “حماس” و”الجهاد الاسلامي”، وذلك غداة احتجاجات دارت أمس الجمعة، على الحدود بين القطاع وإسرائيل، أوقعت قتيلين واكثر من 200 جريح في صفوف الفلسطينيين. وتصاعد التوتر مع احتشاد آلاف الفلسطينيين على طول الحدود الشرقية للقطاع، أمس الجمعة، في تحرك احتجاجي اطلقوا عليه اسم “جمعة خان الاحمر”؛ تيمنا بقرية في الضفة الغربيةالمحتلة تعتزم اسرائيل هدمها. وأعلن الجيش العبري أن “المتظاهرين قذفوا جنوده بقنابل يدوية وعبوات ناسفة وزجاجات حارقة، واطارات مطاطية مشتعلة وحجارة، ما اسفر عن اصابة جندي بانفجار قنبلة يدوية”. أما وزارة الصحة في قطاع غزة فقد كشفت عن مقتل فلسطينيين، أحدهما الجمعة، والآخر السبت متأثرا بجروح أصيب بها، نتيجة القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي التي استخدمها الاسرائيليون. ومنذ 30 مارس، ينظم الفلسطينيون في قطاع غزة “مسيرات العودة” لتأكيد حق اللاجئين بالرجوع الى أراضيهم ومنازلهم التي غادروها او هجروا منها في عام 1948، لدى إعلان إسرائيل إقامة كيانها، ولكسر الحصار الذي تفرضه تل أبيب على القطاع منذ اكثر من عقد. وارتفعت حصيلة الفلسطينيين الذين قتلوا بنيران الجيش الاسرائيلي منذ بدء التظاهرات الى 141 على الاقل. ولم يُقتل أي اسرائيلي في هذه التحركات على حدود القطاع. مقاتلات اسرائيلية شنت سلسلة غارات على القطاع، منذ فجر اليوم السبت، بالتزامن مع اطلاق مقاتلين فلسطينيين عشرات قذائف “الهاون” والصواريخ باتجاه بلدات اسرائيلية محاذية للحدود. وبحسب الجيش الاسرائيلي “جاءت الغارات ردا على أعمال إرهابية خلال أعمال شغب عنيفة وقعت على طول الحاجز الامني، أمس، تُضاف الى الهجمات اليومية ضد الاراضي الاسرائيلية عبر إطلاق بالونات حارقة من قطاع غزة”. وبحسب مصدر طبي فلسطيني فإن ثلاثة مواطنين فلسطينيين أصيبوا بجروح متوسطة الخطورة نتيجة الغارات التي تركزت على رفح؛ في جنوب قطاع غزة. وبالمقاتلات الاسرائيلية استئنفت طلعاتها لتنفيذ غارات جديدة على انحاء متفرقة من القطاع، استهدفت مواقع لحركتي “حماس” و”الجهاد الاسلامي”، وانفاقا في رفح، بحسب مصادر أمنية فلسطينية. وقال مصدر أمني فلسطيني، ضمن تصريح لوكالة “فرانس برس”، إنّ “طائرات الاحتلال مستمرة في شن غارات جوية على عدة مواقع للمقاومة الفلسطينية في كل من رفح وغزة ووسط قطاع غزة وشماله”. كما أشار المتحدث نفسه إلى أن الغارات استهدفت مواقع تابعة لحركتي “حماس” و”الجهاد الاسلامي”، وتمكنت من إصابتها ب”أضرارا جسيمة”. وذكر أن غارات على الحدود بين قطاع غزة ومصر استهدفت أنفاقا. الجيش الاسرائيلي أعلن، في بيان صادر عنه، استهداف غاراته نفقين لحركة المقاومة الإسلامية، المشتهرة اختصارا بتسمية “حماس”، ومواقع مخصصة لاعداد “بالونات حارقة” اطلقت باتجاه إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة. وأوضح العسكر العبري أنّ ن”ظام القبة الحديدية اعترض ست قذائف صاروخية أطلقت من غزة، بينما بلغ عدد القذائف التي استهدفت الأراضي الإسرائيلية 31″. ولم يُفد عن وقوع إصابات في الجانب الاسرائيلي. المتحدث باسم حماس، فوزي برهوم، قال في بيان: “التعامل الفوري للمقاومة مع تصعيد العدو، والرد عليه بقوة، يعكس حالة الوعي والوضوح الكبير لديها في الرؤية لإدارة الصراع وتوصيل الرسالة”. واعتبر برهوم أنّ التحركات الفلسطينية “تهدف إلى ضمان تشكيل ردع سريع وكاف لإجبار العدو على وقف التصعيد، وعدم التمادي في الاستهداف”، مضيفا: “حماية شعبنا والدفاع عنه مطلب وطني وخيار استراتيجي”. وتبرر اسرائيل استخدام قواتها الرصاص الحي ضد المتظاهرين بأنها “تدافع عن حدودها”، متهمة “حماس”، التي تسيطر على قطاع غزة، ب”محاولة استخدام الاحتجاجات كغطاء لتنفيذ هجماتها”. وتفرض اسرائيل حصارا مشددا، بريا وبحريا وجويا، على قطاع غزة منذ اكثر من عقد، تاريخ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية على على القطاع. وتغلق السلطات المصرية معبر رفح البري الحدودي، بين قطاع غزة وسيناء، منذ سنوات مضت، لكن القاهرة تفتحه استثنائيا للحالات الانسانية؛ في فترات متباعدة. وتقوم حماس ومجموعات فلسطينية أخرى بحفر أنفاق بين القطاع ومحيطه، تقول إسرائيل انها تستخدم لنقل الاسلحة، لكن يتم من خلالها، أيضا، نقل مواد وسلع أخرى إلى المحاصَرين. وخاضت اسرائيل وحماس ثلاث حروب منذ سنة 2008. ومنذ 2014 يطبق وقف هش لاطلاق النار على جانبي السياج الفاصل بين الدولة العبرية والقطاع نفسه.