أظهرت دراسة ميدانية أنجزتها عدة منظمات غير حكومية مغربية وعربية أن أزيد من 55 بالمئة من الفتيات القاصرات بالمغرب يتعرضت للاعتداءات الجنسية والابتزاز في غياب قوانين تحميهن، مما يفسر ارتفاع ظاهرة الدعارة في البلد. "وكشفت ذات الدراسة خول ظاهرة الاستغلال الجنسي للقاصرات" أعدها منتدى الزهراء للمرأة المغربية بشراكة مع الشبكة العربية للمنظمات الأهلية أن تدني القيم التربوية للأسرة وتراجع دورها والحاجة المادية وغياب دور المدرسة أسباب أساسية وراء تعرض القاصرات للاستغلال الجنسي. وأوضحت رئيسة المنتدى بثينة قروري٬ خلال عرضها لنتائج الدراسة خلال ندوة صحفية اليوم الخميس بالرباط٬ أن الدراسة تبين أن الوسط الأسري لمعظم القاصرات اللواتي تعرضن للاستغلال الجنسي "أمي ومضطرب ومشحون بالخلافات ولا يبالي بهن ويفتقد للحب والحنان٬ مقابل إعلاء القيم المادية على حساب القيم التربوية". كما رصدت الدراسة٬ حسب قروري٬ ضعف متوسط الدخل الشهري لهذه الأسر وعدم قدرتها على تلبية الحاجيات والمتطلبات الأساسية لهؤلاء الفتيات المعرضات بشكل أكبر للهدر المدرسي٬ في ظل ضعف الآليات المعتمدة لإعادة إدماجهن داخل المنظومة التعليمية٬ مما يجعلهن عرضة للانحراف والضياع وسيطرة المشاعر السلبية. وتعاني بالفعل 55 في المائة٬ من بين 419 قاصرة تعرضت للاستغلال الجنسي شملتهن الدراسة٬ من وضعيات أسرية مضطربة وغير مستقرة٬ و67,3 في المائة من آبائهن لا يستطيعون فرض الانضباط داخل البيت٬ في حين تفتقد 56 في المائة منهن للحب والاهتمام داخل أسرهن وتعرضت نسبة هامة منهن للعنف الأسري إما بشكل دائم (42,7 في المائة) أو مناسباتي (37 في المائة) واضافت الدراسة ميدانية التي أنجزها "منتدى الزهراء للمرأة المغربية"، ان 44.9 بالمائة من الاستغلال الجنسي للقاصرات يتم بالشارع وان 40 بالمائة من المستغلات جنسيا يسلمن بذلك، كما كشفت ان 28.4 بالمائة من القاصرات المستغلات جنسيا حصلن على اقل من خمسين درهما مقابلا ماديا للعمليات الجنسية، وكشفت الدراسة ان العلاقات الجنسية المؤدى عنها تتدرج في الصعود عند سن الرابعة عشر بنسبة 9.3 في المائة. وتحتل القيم المادية الصدارة لدى هذه الأسر٬ خاصة المال بنسبة 37,2 في المائة٬ خاصة أن 39,1 في المائة من الأسر تعاني من ضيق مالي كبير٬ حيث يصل متوسط الدخل الشهري لأسر فتيات العينة حوالي 2300 درهم بما يقل عن المتوسط العام للدخل الأسري في المغرب (5300 درهم حسب المندوبية السامية للتخطيط).