دعت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان سلطات ميانمار إلى حماية مسلمي الروهينغا، الذين قالت إنهم يتعرضون ل"هجمات وحشية". وعبرت المنظمة -التي يوجد مقرها في مدينة نيويورك- عن قلقها على مصير آلاف المسلمين في ولاية أراكان غربي البلاد، داعية إلى حمايتهم وتوفير المساعدات للنازحين والمتضررين من أعمال العنف. وأكدت المنظمة أن أكثر من 811 من المباني والمنازل قد سويت بالأرض في بلدة كياوكبيو بولاية أراكان يوم الأربعاء الماضي، مما أجبر كثيرين من الروهينغا على النزوح شمالا بطريق البحر إلى مدينة سيتوي عاصمة الولاية. وكشفت أنها حصلت على صور بالأقمار الاصطناعية تظهر "دمارا شبه تام" لجزء تقطنه أغلبية مسلمة من كياوكبيو. وذكرت هيومن رايتس ووتش في بيان أصدرته اليوم السبت أنها استنادا إلى "تصريحات الشهود الذين فروا من هول المجزرة" تتخوف من أن يكون عدد القتلى أكثر مما أعلنته السلطات في ميانمار. وأضافت المنظمة أن أعمال العنف هذه ستتطور إلى ما هو أسوأ إذا لم تتم معالجة الأزمة من جذورها. وقال فيل روبرتسون -نائب مدير المنظمة لشؤون آسيا- إنه يتعين على حكومة ميانمار "سرعة توفير الأمن للروهينغا في ولاية أراكان"، مضيفا أنهم "يتعرضون لاعتداء وحشي". وقد خفضت السلطات في ميانمار يوم أمس الجمعة من تقديرها لعدد القتلى الذين سقطوا خلال ستة أيام من العنف في غربي البلاد إلى 64 قتيلا، بعد أن كانت أعلنت في وقت سابق مقتل 112 شخصا. وتجددت أعمال العنف الطائفية يوم الأحد الماضي في أراكان وتأججت مرة أخرى في ساعة متأخرة من مساء الخميس عندما احتجت أقلية الروهينغا المسلمة على نقص المساعدات والمواد الغذائية في القرى التي تقطنها. وأُحرقت مئات المنازل خلال أقل من أسبوع في ولاية أراكان، كما نزح الآلاف إلى مدينة سيتوي عاصمة الولاية. وتؤكد الأممالمتحدة أن آلاف الهاربين من العنف يتدفقون إلى المخيمات المكتظة في سيتوي. وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين فيفيان تان "حتى الآن، أبلغنا بأن 3200 مهجر جديد قد وصلوا إلى وحول مخيمات المهجرين الموجودة في سيتوي". وأضافت أن "2500 آخرين في طريقهم" إلى هذه المخيمات. وفي ردود الفعل على أعمال العنف هذه وصفها متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان بأنها "مقلقة جدا". وأضاف أن "النسيج الاجتماعي (في ميانمار) يمكن أن يصاب بضرر دائم، كما أن الإصلاح وعملية الانفتاح التي تنتهجها الحكومة حاليا تتعرض على الأرجح لخطر الانهيار". يشار إلى أن الأممالمتحدة تعتبر مسلمي الروهينغا في ميانمار من أكثر الأقليات اضطهادا في العالم، حيث لا تعترف سلطات بلادهم بأنهم مواطنون وتمنع عنهم الجنسية، كما يعاني من لجأ منهم في دول الجوار. وفي السياق ذاته أعربت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون الجمعة عن قلقها من أعمال العنف الطائفية في ميانمار ودعت إلى وضع حد لها في أسرع وقت. وقالت آشتون في بيان إنها "قلقة جدا من النزاعات المستجدة بين الطوائف" في ولاية أراكان و"تدعو جميع الأطراف إلى وقف هذا العنف غير المفيد فورا". وأضاف البيان أن "الاتحاد الأوروبي يواصل أيضا التركيز على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية بدون عوائق". في نيويورك, دعا المقرر الأممي الخاص بشأن حقوق الإنسان في ميانمار توماس أوجي حكومة البلاد إلى معالجة أسباب التوتر والنزاع بين البوذيين والمسلمين في أراكان. وقال أوجي قبيل عرض تقرير في الجمعية العامة للأمم المتحدة إن على حكومة ميانمار "أن تهتم بالتمييز الذي تتعرض له أقلية الروهينغا". وفي واشنطن, حثت الخارجية الأميركية كل الأطراف في ميانمار على "ضبط النفس ووقف العنف فورا". ودعت الوزارة في بيان إلى "بذل جهد حقيقي للتوصل إلى مصالحة وطنية" في هذا البلد الذي كان يحكمه الجيش رسميا حتى العام الماضي.