ردت الحكومة الإسبانية، مساء اليوم الأربعاء، على رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي، الذي بعث برسالة بوصفه رئيس حزب الاستقلال، إلى رئيس الحزب الشعبي الإسباني ماريانو راخوي ندد فيها بزيارة هذا الأخير إلى "مدينة مليلية المحتلة" معتبرا إيها "مسا بالشعور الوطني المغربي". وقالت مصادر حكومية إسبانية لوكالة أوروبا برس أن "إسبانية سبتة ومليلية غير قابلة للنقاش بتاتا" ومؤكدة أن المدينتين هما جزء من التراب الإسباني كباقي المدن الإسبانية. وبخصوص زيارة رئيس الحزب الشعبي المعارض لمدينة مليلية للمشاركة في الاحتفالات بالذكرى 513 لانضمام المدينة لتاج قشتالة، أو ما يعتبره المغاربة ذكرى احتلال هذا الثغر الواقع شمال المغرب، لم تشأ نفس المصادر التعليق على الزيارة معتبرة أن من حق أي مواطن إسباني السفر إلى سبتة ومليلية. وكان حزب الاستقلال قد عبر عن أسفه الشديد ورفضه القاطع للزيارة "الاستفزازية"، التي يعتزم رئيس الحزب الشعبي الإسباني ماريانو راخوي القيام بها لمليلية المحتلة "مهما كانت أسبابها وأهدافها ... ذلك أنها تمثل مسا صريحا بالكرامة والشعور الوطني ". وجاء في رسالة للأمين العام لحزب الاستقلال عباس الفاسي إلى رئيس الحزب الشعبي الإسباني أن الزيارة المرتقبة، تعد أيضا "إساءة إلى المشاعر المتجذرة والراسخة لدى جميع مكوِّنات وشرائح الشعب المغربي، وسلوكا يتنافى مع روح الصداقة ومبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل والعلاقات الصريحة والصادقة بين المملكتين المغربية والإسبانية، ولن يساهم إلا في تعكير الأجواء الودية بين البلدين". وأضاف الفاسي، في الرسالة التي نشرتها وكالة الأنباء المغربية ماب، أن حزب الاستقلال يعتبر كذلك أن هذه الزيارة "تتنافى مع إرادتنا للتقريب بين الشعبين المغربي والإسباني، وتوطيد علاقات مثمرة مبنية على الاحترام المتبادل والثقة الكاملة". وبعد أن شدد على أن تاريخ الزيارة، (الخميس 16 شتنبر الجاري)، له رمزيته التاريخية والسياسية بالنسبة إلى هذا الثغر المغربي السليب ، دعا الأمين العام لحزب الاستقلال إلى "ضرورة المضي في حوار هادئ ومسؤول من أجل إنهاء احتلال مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين والجزر السليبة المجاورة لهما، وفق منظور مستقبلي يأخذ بعين الاعتبار المصالح المشتركة بين البلدين، والمصير المشترك بين الشعبين".