أكد حزب العدالة والتنمية الإسلامي، الذي يقود الحكومة الائتلافية بالمغرب، أنه الحزب الأكثر شعبية في المغرب بعد فوزه بثلاثة من أصل أربعة مقاعد في الانتخابات البرلمانية الجزئية التي جرت أمس الخميس بكل من مدينتي طنجة ومراكش، ملحقا هزيمة نكراء بغريمه السياسي والإديولوجي حزب الأصالة والمعاصرة الذي أطلق حملة إعلامية ودعائية غير مسبوقة لتقويض شعبية حزب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ولكم بدون جدوى. وبالرغم من الإمكانات الهائلة التي حركها حزب الأصالة والمعاصرة، الذي أسسه صديق الملك ومستشاره فؤاد عالي الهمة، فقد تمكن حزب العدالة والتنمية من استرجاع الدائرة الانتخابية طنجةأصيلة، بحصوله على مقعدين من أصل ثلاثة في الانتخابات الجزئية التي جرت أمس الخميس بعد أن المجلس الدستوري منها، كما فاز بالدائرة الانتخابية لمراكش، حيث حقق اكتساحا من حيث عدد الأصوات المعبر عنها. ووفقا لنتائج شبه رسمية فإن حزب العدالة والتنمية حصل على أكثر من نصف الأصوات المعبر عنها في الانتخابات الجزئية بدائرة طنجةأصيلة أي أكثر من 27 ألف صوت، متبوعا بحزب الاتحاد الدستوري الذي حصل على 12 لف صوت. أما حزب الأصالة والمعاصرة الذي كان واثقا من فوزه بهذه الانتخابات فقد جاء في المرتبة الثالثة ولم يستطع الحصول على أكثر من تسعة آلاف صوت. كما أعلن حزب العدالة والتنمية بمراكش عن إحرازه للمقعد البرلماني المتبارى حوله برسم الانتخابات الجزئية بدائرة كيليز النخيل، الذي كان قد فاز به خلال انتخابات 25 نونبر 2011 بالدائرة نفسها، قبل أن يحرمه المجلس الدستوري منه بعد إلغاء نتائج الاقتراع. وقد حصل مرشح حزب العدالة والتنمية أحمد المتصدق على حوالي 11 ألف صوت مقابل حوالي 9 آلاف صوت لزكية المريني مرشحة حزب الأصالة والمعاصرة التي كانت واثقة من فوزها من خلال الحملة الانتخابية القوية التي قام بها حزبها في هذه الدائرة. وبإحرازه لهذه النتائج، أكد حزب العدالة والتنمية أنه الأكثر شعبية من بين الأحزاب السياسية المغربية، رغم حديث العديد من الأوساط الإعلامية والسياسية عن تراجع شعبيته بعد القرارات غير الصائبة التي اتخذتها الحكومة مثل الزيادة في أسعار المحروقات والتصريحات الشعبوية والمفرطة في العفوية والارتجال التي يطلقها بين الفينة والأخرى بها زعيم الحزب ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران. وتظهر النتائج المحصل عليها في هذه الانتخابات الجزئية قدرة الحزب الإسلامي على اكتساح الانتخابات البلدية التي ما زالت الدوائر الرسمية تؤجلها أملا في تآكل شعبية الحزب مع مرور الأيام وتراكم الأخطاء الحكومية. ويعتبر العديد من المراقبين السياسيين أن الحزب الذي سيكتسح الانتخابات البلدية في المغرب هو من سيحكم البلاد نظرا لاستحالة اكتساح الانتخابات البرلمانية بسبب نمط الاقتراع باللائحة.