ما يزال الحزب الشعبي لم يهضم الهدوء الحاصل في سبتة ومليلية بعد العاصفة الدبلوماسية الوجيزة التي مرت العلاقات بين المغرب وإسبانيا خلال الاسابيع الأخيرة، فقد اتهم وزير الخارجية والتعاون الاسباني ميغيل انخل موراتينوس اليوم الاربعاء أثناء مثوله أمام البرلمان، الحزب الشعبي بخلط السياسة الخارجية بالسياسة الداخلية نظرا لاستدعائه هو للافادة في مجلس النواب حول قضية سبتة ومليلية. وقال موراتينوس في هذا السياق، "إن الحزب الشعبي يعاني من فقدان الشعور فيما يتعلق بعناصر السياسة الداخلية مثل سبتة ومليلية وعناصر السياسة الخارجية"، خاصة بعد أن وجه النائب الشعبي غوستافو دي اريستيغي اللوم للحكومة "بعدم فعل أي شيء للدفاع عن اسبانية المدينتين" أمام المغرب. هذا وانتقد موراتينوس مسعى الحزب الشعبي لدى مكتب مجلس النواب "لدعوة وزير الخارجية ليكون هو من يتحدث عن جبل طارق وسبتة ومليلية"، حيث أعرب عن اسفه لقيام اريستيغي بوضع "موضوع جبل طارق وسبتة ومليلة في نفس المستوى". وأشار موراتينوس إلى أن "ما تقوم به الحكومة الاسبانية هو الدفاع عن مصالح اسبانيا وانها تفعل ذلك من خلال العلاقة الوثيقة" مع المغرب، في الوقت الذي طالب فيه الحزب الشعبي تبني "سياسة دولة" في هذا الموضوع لأن العلاقة مع المغرب تعتبر "حيوية بالنسبة للمصالح الاسبانية". ويشار إلى أن الحزب الشعبي حاول الاستفادة "انتخابيا" عبر تأجيج التوتر في العلاقات بين البلدين جراء النزاع الأخير في معابر الحدود بين المغرب ومليلية وانتهت بزيارة رئيس الحكومة الأسبق خوسي ماريا اثنار إليها لينال نصيبه من الانتقادات سواء من الحكومة الاسبانية وبعض الاحزاب الأخرى أو من جهة المغرب.