يحتار أحيانا، المهتمون بالعلاقات بين المغرب وإسبانيا بموقف أولئك الذين ينضمون إلى ورش التشويش من أمثال جماعة "أصدقاء الشعب الصحراوي" وغيرها، من منظمات حقوقية وغير حكومية ومشتقاتهما، على علاقات حسن الجوار بين البلدين عبر مطالب تعجيزية ضد أبناء بلد مثل المغرب بينما في بلادهم ما يكفيهم من المشاكل للدفاع عنها والبحث عن حلول لها. وهنا لا نقصد مشاكل بلاد الباسك أو كطالونيا أو استقلال الكوسوفو وفلسطين فقط بل حقوق المهاجرين والأزمة الاقتصادية والعنصرية والتطرف المسيحي المنتشر في أوروبا. ومن هنا، فليست مفاجأة أن يحشر نفسه، أي ويلي طوليدو، هذا "الممثل" المثير للجدل في السياسة وشؤونها بهدف المطالبة بانفصال الصحراء عن الأمة المغربية لإقامة "دولة عظمى" بقيادة "البوليساريو لاند" موالية للغرب ولدول الجوار من بقيادة أحفاد بونابرت وايزابيلا ومحاكم التفتيش المتأخرة. نقول ليست مفاجأة وكان متوقعا أن يبحث هذا "الممثل" عن دور له في جوقة الملثمين من عملاء ومرتزقة وعاطلين عن العمل باسم الفكر اليساري وبعض خلايا المفكرين البائسين في عملهم ليس حبا وشفقة بأبناء شمال إفريقيا ولا في قارتها وشمسها الحارقة، بل للمساهمة في دق إسفين بين أبناء المغرب الواحد وتطويل أو إطالة حالة الاستنزاف الاقتصادي لبلدان وشعوب مغربنا العربي الحبيب بكافة مقوماته البشرية لفائدة مصالح جارتنا أوروبا. لا نعلم إن كان المرحوم محفوظ علي بيبا إن كان، لو كان حيا يرزق، سيقبل بأن يطلق اسمه على ما يسمى "أسطول الحرية من الشخاتير الصغيرة" من أجل "غزو مدينة العيون" خاصة بعد الانفتاح المغربي الكبير لإيجاد الحل المناسب لازمة الصحراء ومنحها استقلال موسع شبيه للحكم الذاتي المعمول به ولا نقول باسبانيا فقط، بل وفي أي مقاطعة في العالم وبعد انتقال الكثير من المعرقلين السابقين لحل النزاع وتعقلهم وعودتهم لدفئ وطنهم المغرب. لكن ما نعلمه هو إعلان "مرصد حقوق الإنسان في الصحراء المحتلة" عن تعيين "الممثل" المذكور وايزابيل غاليوتي ناطقين باسم "الأسطول" المسمى أعلاه والذي سينتحل اسم المرحوم بيبا ليوضع على لافتة في المقدمة، الذي من المقرر أن ينطلق يوما ما (لا يوجد تاريخ لذلك) من شواطئ جزر الكناري إلى مدينة العيون لإثارة مزيد من التوتر يكون حطبه المغاربة أنفسهم والجمهور المتفرج الإسبان ووسائل إعلامهم. فهل سيرضى المرحوم بذلك؟ وتجدر الإشارة إلى أن المنظمين يقولون أن المبادرة مفتوحة لكافة من يرغب بالمشاركة سواء من اسبانيا أو من جميع أنحاء العالم. لنعش ونرى!