أعلن "مرصد حقوق الإنسان في الصحراء الغربية"، وهي جمعية إسبانية مساندة لجبهة البوليساريو الانفصالية، أنها تنوي تحريك أسطول من البواخر التي تحمل العلم الإسباني لتشكيل "أسطول للحرية" يتجه صوب الصحراء في نونبر القادم لدعم "استقلال الشعب الصحراوي" كما جاء في بلاغ للجمعية. وأشار المرصد المذكور أن البواخر التي ستشكل الأسطول الذي أطلق عليه اسم "محفوظ علي بيبا" (مسؤول سابق في جبهة البوليساريو توفي بداية شهر يوليوز الماضي في مخيمات تندوف جنوبالجزائر في ظروف غامضة) ستنطلق من الجزر الخالدات (جزر الكناري) ويجب أن تكون حاملة للعلم الإسباني على أساس أن "المنطقة لا تزال تحت السيادة الاسبانية بموجب القانون الدولي"، حسب رأيها. وتم اختيار تاريخ ال14 من نونببر لمصادفته الذكرى السنوية لاتفاقات مدريد لعام 1975 والتي تم بموجبها نقل إدارة الصحراء إلى المغرب وموريتانيا، لكن المنظمين لا يستبعدون تاريخ ال27 فبراير، الذي يصادف الذكرى السنوية لجلاء إسبانيا عن مستعمرتها السابقة في عام 1976 الصحراء وكذلك تاريخ 20 مارس. وينوي المنظمون جمع أكبر عدد ممكن من مساندي جبهة البوليساريو الإسبان من حقوقيين وسياسيين وإعلاميين ونقابيين للمشاركة في "احتجاج سلمي" في الصحراء للمطالبة باستقلال المنطقة عن المغرب والتنديد ب"موقف اللامبالاة الذي تبديه، حسب رأيهم، بعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) تجاه انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة". كما تسعى المبادرة، تضيف الجمعية المذكورة، إلى "كسر الحصار الإعلامي" المضروب على القضية الصحراوية. إلى ذلك تعاملت الأحزاب المغربية بشكل عام مع الأحداث الأخيرة التي جرت في مدينة العيون الصحراوية بعد مشاركة ناشطين إسبان في احتجاج غير مرخص لصالح "استقلال الصحراء"، بالحذر وعدم التهور لخوض مغامرات إعلامية تضر بالعلاقات بين البلدين الجارين حيث ركزت في تنديدها، بعكس الأحزاب الاسبانية، على أفعال النشطاء تحديدا دون إقحام دمج السياسي بالدبلوماسي والاقتصادي إلخ، أما أمينتو حيدر، فقد أفاقت من سباتها "الصيفي" لتعلن "تضامنها" مع الناشطين في محنتهم. ففي هذا السياق، أكد حزب الأصالة والمعاصرة في بلاغ له نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء المغربية أنه على السياسيين الإسبان "التعامل مع هذا المستجد بكثير من الحيطة والحذر، في استحضار للمصالح العليا للبلدين وروابط التاريخ والجوار، وألا يتم التعاطي مع قضايانا الوطنية بهواجس حزبية ضيقة وبشعارات انتخابية شعبوية تأجيجية، أو بتصرفات استعراضية غير محسوبة العواقب". هذا وندد الحزب "بشدة" بالممارسات "الاستفزازية غير المسؤولة" من جانب النشطاء الاسبان، مشيرا إلى أن "هذه الأعمال المدبرة تاتي في وقت يعيش فيه صوت الانفصال اندحارا، وفي إطار فشل عملية التشويش الاعلامي على مسار المفاوضات المباشرة، وكذا في أعقاب انتهاء أزمة العلاقات بين البلدين". بينما أكد الحزب الاشتراكي للقوات الشعبية من جانبه، أن احتجاج الاسبان ال14 يعد "إصرارا من لوبي الأزمات على توتير العلاقة مع الجارة إسبانيا ومحاولة جديدة لاستفزاز بلادنا والنيل من شعورها الوطني". ومن جهة أخرى، ها هي أمينة حيدر "تستيقظ متأخرة" لتعرب عن اعتقادها بأن الحكومة المغربية لا تحترم الحكومة الإسبانية أو المواطنين الإسبان، بعد أن أعربت عن امتنانها وتضامنها "العميق" مع النشطاء الاسبان ال14 الذين تعرضوا للضرب في العيون، خلال تظاهرهم لصالح الصحراويين. وأشارت في هذا السياق إلى أن الاعتداءات والقمع المغربي "أمر طبيعي" بالنسبة لمواطني الصحراء الغربية الذين يعانون منه "بشكل يومي" على حد تعبيرها. وللتذكير فإن كاتب الدولة الاسباني لشؤون الخارجية خوان بابلو دي لا اغليسيا أكد في وقت سابق أن حكومة بلاده تعتبر قضية الأحداث الأخيرة قضية مغلقة مشيرا إلى انه اسبانيا قبلت ووافقت على ايضاحات الحكومة المغربية بهذا الشأن.