تمكنت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بتعاون مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أمس الثلاثاء، من توقيف 4 أشخاص يشتبه في تورطهم في قضية تتعلق باختطاف رضيع حديث الولادة، والإتجار في الأطفال، وتعمد عرقلة التعرف على هوية طفل وليد. وذكرت يومية "المساء" على صفحتها الأولى في عددها ليوم الخميس 28 شتنبر، أن فرقة أمنية بمراكش توصلت في ظرف قياسي، إلى مكان رضيع سرق صباح الثلاثاء من داخل غرفة بقسم الولادة بمستشفى ابن طفيل بمراكش، واعتقال الفاعل الذي تقمص دور طبيب جراح لتنفيذ عمليته بتنسيق مع عناصر الشبكة الخطيرة، والتي يرجح أن تكون نفذت عملية مشابهة. وقادت إجراءات البحث إلى التوصل إلى الفاعل الرئيسي الذي لم يكن سوى طبيب يملك عيادة خاصة بمقاطعة المنارة، وتم توقيف الوسيط الذي تكلف بنقل الرضيع، فضلا عن تحديد مكان المولود المختطف والعثور عليه بمنزل زوجين يقطنان بحي تاركة الراقي بمدينة مراكش. وأضافت الجريدة، أن المعلومات الأولية للبحث خلصت إلى أن المشتبه فيه كان يعالج السيدة التي عثر عليها الرضيع بمنزلها، والتي تعاني من مشكل الإنجاب، وأنه قام باختطاف المولود وتسليمه للمعنية بالأمر بمشاركة أحد الوسطاء، مقابل مبلغ مالي. ونقلا عن مصادر اليومية، فالطبيب المتورط في العملية كان قد حضر في اليوم الأول للعملية القيصرية التي خضعت لها الأم، وبعد أن سأل إحدى النزيلات عن جنس الرضيع، أكدت له أنه أنثى، فسأل أخرى فأكدت له أيضا أنها وضعت انثى، لكن بعد تأكيد المرة الثالثة بأن رضيعها ذكر، قرر أن يجعل منها الهدف، على اعتبار أن الأسرة المتورطة تبحث عن مولود ذكر. وعمد الطبيب المعني إلى استدراج والد الرضيع المختطف من خلال تأكيده له على ضرورة إجراء بعض التحاليل بحضور بعض الممرضات اللواتي كن يجهلن هويته، واعتقدن أنه طبيب بالمستشفى، ليذهب المشتبه فيه رفقة والد الطفل إلى مصلحة التحاليل لمعرفة عينة الدم مشرفا على العملية من أولها إلى آخرها. في اليوم الموالي، تردف اليومية، حضر المشتبه فيه البالغ من العمر 30 سنة، يرتدي وزرة بيضاء وادعى أنه الطبيب الذي أجرى للأم سميرة البالغة من العمر نحو 35 عاما، العملية الجراحية القيصرية، ليسألها حول ما إذا فحص طبيب أطفال رضعيها، وبعدها نفت له عملية الفحص، ليقوم بتمويهها بالذهاب للبحث عن الطبيب، لكن ما هي إلا دقيقة حتى عاد مرة أخرى إلى الغرفة، مطالبا منها تسليمها الرضيع من أجل نقله إلى طبيب الأطفال لفحصه. وطلب المتورط من الأم تغيير الثوب الملفوف حول فلذة كبدها، قبل أن يلفه ب"مانطة" ويخرج به من الغرفة وسلمه لوسيط آخر عبر نافذة، ليخرج بدون الرضيع، حسب ما أظهرته كاميرات المراقبة. انتظار الأم زاد من لوعة فراقها على ابنها، والسك حول ما إذا كان حدث له مكروه، مما جعلها تطلب من الممرضة جلب رضيعها لكن الأخيرة نفت علمها بوجود طبيب، لتسود حالة استنفار داخل المستشفى استدعت حضور فرقة أمنية مختصة، قادتها التحقيقات لمعرفة هوية الطبيب ومكانه، وبالتالي التوصل إلى مكان الرضيع، الذي تم جلبه وسط إجراءات أمنية مشددة. وتابعت اليومية، إلى أن الموقوفين تم اقتيادهم صوب مقر ولاية أمن مراكش بمنطقة باب الخميس حيث تم وضعهم رهن الإعتقال، قبل أن تنطلق عملية البحث المعمقة، التي باشرتها فرقة أمنية مختصة معهم، تحت إشراف من النيابة العامة. وتمت مباشرة التحقيقات داخل المستشفى لمعرفة ارتباطات الشبكة الخطيرة، قبل وضع الموقوفين رهن المراقبة القضائية لتقديمهم أمام النيابة العامة بمحكمة الإستئناف بمراكش لتعميق البحث معهم وايداعهم السجن ومتابعتهم بالتهم المنسوبة إليهم. وأعادت الفرقة الأمنية والطبية الطفل إلى أمه، وسط الزغاريد ودموع الفرح والتصفيقات التي أشادت بجهو المصالح الأمنية.