في الوقت الذي يقضي فيه الأطفال عطلتهم الصيفية متنقلين بين المخيمات الجبلية والشاطئية، يقضي "أطفال المرسى" بمدينة الصويرة، جنوب المغرب، أوقاتهم في انتظار رسو مراكب الصيد في ميناء المدينة لالتقاط بقايا سمك السردين العالقة بشباك الصيادين، بعد أن خلص هؤلاء الصالح منها وصففوه بعناية في الصناديق. أعمارهم تتراوح بين 10 و14 سنة، وقد اعتادوا كطيور النورس المنتشرة في المدينة انتظار المراكب والبحث بإصرار عن سمكات شاردة يعملون على بيعها للفقراء على شكل رزم صغيرة، أو لعشاق الصيد بالقصبة الذين يستعملونها كطعم، مقابل دريهمات قليلة. لا أحد ينهر أطفال المرسى أو ينهاهم عن القفز نحو القوارب حتى قبل أن ترسو، فهم يتسابقون بتنافس طفولي بينهم، مخترقين صفوف الباعة والصيادين، غير عابئين بالخطر القريب الذي يبدأ من زلة قدم قد تهوي بهم نحو قاع مياه حوض الميناء العميقة. عددهم أكثر من عشرين طفلا، بعضهم يتكلف بدعوة الزبائن نحو محلات الشواء التقليدية، وآخرون يساعدون الوافدين من الأجانب لحمل مشترياتهم من السمك، فيما فئة أخرى تلتقط الأسماك الشاردة. يقول أمين 12 سنة، وأحد أطفال المرسى ل "أصوات مغاربية": أفضل جمع الأسماك وبيعها، لكي أستعد للدخول المدرسي، على أن أمد يدي للتسول. مضيفا، أنه يستمتع بالوقت الذي يقضيه في المرسى بين الأسماك والصيادين، خصوصا أنه قبل غروب الشمس ينعم بلحظات بين أمواج بحر الصويرة. مريم بوزعشان أصوات مغاربية