أعلن وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية احمد التوفيق عن انجاز مشروع هام خلال الثلاث سنوات القادمة، يروم إعادة ترميم وتوسيع مسجد سيدي شيكر، وبناء قرية لإقامة الصوفية والانشطة التي يزاولونها خلال انعقاد لقاءات سيدي شيكر، في صيغتيها الوطنية والعالمية، وكذا لمن يرغب في زيارة هذا الموقع للتدبر والخلوة. وأوضح الوزير، خلال ندوة صحفية عقدت اليوم السبت بموقع “سيدي شيكر”، على هامش الدورة الثانية لملتقى سيدي شيكر العالمي للمنتسبين إلى التصوف التي افتتحت أمس بمراكش، أن هذا المشروع سيكون موضوع مباراة دولية “للحصول على افضل تصميم”. وأشار حلال هذه الندوة التي حضرها شيوخ عدد من الطرق الصوفية الذين يمثلون عدة بلدان مشاركة في الملتقى، الى ان وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية تملك بالمنطقة المحادية لموقع سيدي شيكر أزيد من 100 هكتار سيتم غرسها بمختلف انواع الاشجار المثمرة، وخاصة “التين” و”الزيتون”. ويشتمل برنامج تهيئة موقع سيدي شيكر على اشغال ترميم المسجد والقيام بتنقيبات أثرية، والعناية بالمقبرة التاريخية، وتهيئة مصلى في الفضاء، واقامة بنية للاستقبال ذات طبيعة بسيطة، ومنشآت تعليمية وعلمية وفنية مناسبة لفكرة الملتقى، وتهيئة مجال لزراعة النباتات العطرية والطبية على مساحة ثلاثمائة هكتار. وسيستلهم هذا الموقع من تاريخه الروحي العريق ويتمثل مقتضيات الحاضر، انطلاقا من فكرة الاحياء التي يربطها به مشروع هذه اللقاءات، حتى يوفر للزوار ظروفا مواتية للتأمل والتدبر والخلوة المقومة للنفس. ويشار الى ان لقاءات سيدي شيكر العالمية لسيدي شيكر للمنتسبين إلى التصوف، التي تنظمها وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية تحت الرعاية السامية لأمير المومنين جلالة المك محمد السادس، تهدف الى ربط الصلة بين المنتسبين للتصوف في المغرب وفي مختلف بلدان العالم، لا سيما وأن المغرب يعد من أهم البلدان التي انطلقت منها ينابيع التيارات الصوفية، بما تمثّله من قيم أخلاقية رفيعة مستمدة من الكتاب والسنة. ويتضمن برنامج الدورة الحالية للملتقى أمسيات صوفية وحصص للذكر الجماعي، وقراءة السلك القرآنية، وجلسات فكرية ستتناول مواضيع متعددة مثل “تأصيل التصوف من الكتاب والسنة”، و”القيم الصوفية من خلال نماذج مغربية”، و”التصوف في مواجهة تحديات الحداثة”.