رفض أممي للتحقيق بأحداث العيون رفض مجلس الأمن الدولي طلب الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) التحقيق في الأحداث الدامية التي وقعت خلال تفكيك القوات المغربية لمخيم قرب مدينة العيون في الصحراء الغربية قبل نحو أسبوع. جاء ذلك أثناء جلسة مغلقة للمجلس بحث فيها آخر نتائج المفاوضات التي دارت يوم 8 نوفمبر/تشرين الأول الحالي بين جبهة البوليساريو والمغرب في نيويورك، كما ناقش تقرير بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية (مينورسو) بشأن أحداث العيون. وقال ممثل البوليساريو في الأممالمتحدة أحمد بخاري إنه سيبلغ قيادة الجبهة بقرار مجلس الأمن حتى تحدد موقفها المستقبلي من مسار السلام المستمر مع المغرب نظريا بحسب تعبيره. أما ممثل المغرب في الأممالمتحدة محمد لوليشكي فقال إن مجلس الأمن لم يخضع لما وصفه بالابتزاز، وقال إنه ليس لدى السلطات المغربية ما تخفيه، وإنها كانت على اتصال مع المينورسو أثناء تطورات أحداث العيون، وأكد تمسك بلاده بإيجاد حل سياسي لقضية الصحراء. من جهة أخرى اتهمت الرباط محتجين صحراويين بقتل عشرة من أفراد قوات الأمن خلال أحداث العيون، وقالت إنهم استخدموا أساليب وصفتها بالوحشية. وكانت القوات المغربية قد تدخلت في الثامن من الشهر الحالي لتفكيك مخيم جنوبالعيون -كبرى مدن الصحراء الغربية- كان يضم 15 ألف صحراوي حسب بعض التقديرات، وأنشئ منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي احتجاجا على الظروف المعيشية. وأعلنت السلطات المغربية مقتل 12 شخصا بينهم عشرة من قوى الأمن، لكن بوليساريو اتهمت الرباط بالتسبب في مقتل 36 شخصا وإصابة 700 آخرين في تلك الأحداث. وطالبت بوليساريو الاثنين الأممالمتحدة بإجراء تحقيق في أعمال العنف تلك، مهددة بوقف المفاوضات التي تجريها مع المغرب برعاية أممية من أجل التوصل إلى حل للنزاع. ومن جانبها دافعت الرباط عن أداء قواتها الأمنية في تلك الأحداث، وقالت إن المحتجين الصحراويين تصرفوا “بشكل وحشي”. وفي السياق دعت بوليساريو الثلاثاء إسبانيا لاتخاذ موقف حازم ضد ما أسمته “اعتداء” المغرب على الصحراويين. وأعربت في بيان أصدرته بالجزائر عن أسفها بأن “الحزب الاشتراكي الإسباني والحكومة الإسبانية لم يتخذا موقفا حازما وواضحا تجاه العدوان المغربي ضد الشعب الصحراوي”. وطالبت الجبهة “بتدخل الدولة الإسبانية لحماية المواطنين الصحراويين، واحترام حقوق الإنسان في الصحراء الغربية”. طلب إسباني وقد أعلن وزير الداخلية الإسباني ألفريدو بيريز روبالكابا الثلاثاء بعد محادثات مع نظيره المغربي الطيب الشرقاوي أن الرباط تعهدت بتلبية أي طلب ستتقدم به إسبانيا لإجراء تحقيق في تلك الأحداث. وقال روبالكابا للصحفيين بعد استقباله الشرقاوي “طلبت منه وحصلت على تعهد من الحكومة المغربية بإجراء تحقيق حول أي حدث أو اسم تربطه إسبانيا بأحداث العيون”. وكانت مدريد قد طلبت الجمعة الماضية من السلطات المغربية “تسليط الضوء” على ظروف مقتل مواطن إسباني خلال أعمال العنف التي أعقبت الأحداث. وأوضح روبالكابا أن الشرقاوي قدم له “عرضا دقيقا” حول الأحداث، رافضا “الاتهامات” الموجهة إلى السلطات المغربية. ووصف الشرقاوي ما تعرضت له قوات الأمن بالعمل الوحشي قائلا إن الشرطة المغربية كانت هادئة ولم تطلق النار، ولم يبلغ عن وقوع قتلى في صفوف سكان المخيم والعيون. ويعود الصراع إلى عام 1975 عندما ضم المغرب الصحراء التي كانت مستعمرة إسبانية، والتي تطالب جبهة بوليساريو بإقامة دولة عليها مدعومة من الجزائر. وتطالب بوليساريو باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب، أما الرباط فتقترح حكما ذاتيا واسعا للإقليم في ظل السيادة المغربية.