تشيخوف أكثر كتاب القصة الرواد رسوخاً في وجدان القصة العالمي اقرأ المزيد : ندوة مغربية عن تجربة أنطون تشيخوف القصصية في مارس المقبل محمد نجيم -جريدة الاتحاد تنظم مجموعة البحث في القصة بالمغرب ندوة حول “تجربة أنطون تشيخوف القصصية” في 18 مارس 2011، بكلية الآداب بنمسيك في الدارالبيضاء. وتعد هذه الندوة – حسب بيان الجهة المنظمة – الحلقةَ التاسعة من سلسلة ندوات “تجارب” التي تخصصها مجموعة البحث للتجارب النوعية التي طبعت الكتابة القصصية عالميا وعربيا ومغربيا. ويعتبر الكاتب الروسي أنطون تشيخوف أكثر كتاب القصة الرواد رسوخا في وجدان القصة العالمي. ويندر أن نجد كاتب قصة لا يدين بشيء من فن القصة لتشيخوف، كما يندر أن نجد باحثا أو دارسا يقيم صرحا نظريا للقصة دون أن يكون لقصة تشيخوف دور حجر الأساس أو العماد الروحي والفكري. ويرجع ذلك لأسباب كثيرة منها أن قصة تشيخوف نافرة من النزعة البلاغية، بسيطة السطح إنسانية العمق، تغيب عنها وصفات لإنقاذ العالم. ولا وجود لفكر ديني ولا لتأملات. في المقابل، هناك علاقة تعاطف وتفهم إزاء الشخصيات يصير بها “إنسان القصة” التشيخوفية أساس نزعة إنسية متفردة وأصيلة. وثمة بصيرة نافذة إلى العنصر المأساوي، ودقة في كشف الجوانب الصغيرة للوجود، ورسم اللوحة المضجرة لحياة البورجوازية المتدهورة. فالكتابة القصصية عند تشيخوف نتاج لمعادلة صعبة، ومنتجة، هي معادلة التلازم المتوتر بين الرفض الجذري لعالم الرداءة من جهة، والانخراط فيه بقوة، وبعين ووجدان الفنان المتحسس لمواطن الجمال في الضعف الإنساني، الكاشف تحت السطح الخادع، الكرامة الإنسانية الخالصة. يقول تشيخوف: “أكتب قصة عن رجل شاب (يقصد نفسه) ابن رقيق من أرقاء الأرض. جُلد مرارا وتكرارا، ذهب ليعطي دروسا حافي القدمين. اشتبك في شجار في الشارع. عذّب الحيوانات... سأكتب كيف استطاع هذا الشاب أن يعتصر شخصية العبد من نفسه قطرة قطرة، وكيف شعر وهو يستيقظ ذات صباح أن الدم الذي يجري في عروقه دم حقيقي، وليس دم عبد”. تشير هذه الكلمات إلى الانصهار القوي في عالم تشيخوف بين تجربة الحياة وتجربة الكتابة، وإلى وظيفة التسامي التي اعتبرها تشيخوف أعلى وظائف الكتابة القصصية. كان تشيخوف يقترح طريقة جديدة في الالتزام الأخلاقي والوجودي، وتقنيات جديدة في السرد القصصي، وتأمل، الجهة المنظمة، من مقاربة عالم وتجربة تشيخوف أن تعيد قراءة هذه التجربة في سياقها الثقافي والتاريخي والفني، وفي السياق المعاصر لمستجدات الفن القصصي، وذلك من خلال المحاور التالية: ◆ تقنيات الفن القصصي: أوضاع السارد، وبنيات الزمن والفضاء، وفن “الوضوح” و”الكثافة”، وتصفية لغة السرد الحكائية من الزوائد، ووظيفة الوصف، وأثر الامتداد الكمي (القصر والطول) على بنائها وتلقيها. ◆ فكر القصة: الرؤية الفنية البانية لعالم الشخصيات الفكري والروحي، وأنماط الإنسان التشيخوفي، والدلالات المعرفية الجمالية الذي تحملها هذه الأنماط. ◆ تلقي تشيخوف في التجارب القصصية العالمية، وأثره لدى كتاب القصة في العالم.