باريس – نبيل مسعد- دار الحياة تشهد باريس عرض مسرحية عنوانها «نسائيات» من بطولة المغربية صوفيا مانوشا والفرنسية مرغان والتر، ومن إخراج لوران هيبير الذي تولى التأليف أيضاً. يقدم العرض فوق خشبة مسرح «مونمارتر غالابرو» في حي مونمارتر السياحي المعروف، وهو يجذب منذ حفلة افتتاحه قبل نحو ثلاثة أسابيع أعداداً متزايدة من الجماهير الباريسية ومن السياح الملمين باللغة الفرنسية والجاليات العربية التي سمعت عن وجود المسرحية بفضل الجهود التي تبذلها إحدى الممثلتين، وهي مانوشا، بفضل علاقاتها الوطيدة بالكثيرين من عرب باريس، أهل المغرب والمشرق على السواء. فمانوشا ملمّة تماماً بالثقافة العربية وتطمح إلى العمل في السينما عموماً. وهي ظهرت حتى الآن في فيلم «بواسطة الحب» في دور رئيس بإدارة السينمائي الفرنسي لوران فيرود، لكنها تقاسمت بطولة حلقات تلفزيونية درامية مع النجمة الجزائرية المقيمة في فرنسا صابرينا وزاني. مسرحية «نسائيات» مكتوبة في شكل سلسلة من المواقف تعيشها في كل مرة نساء تؤدي شخصياتهن مانوشا وشريكتها والتر. وتكمن براعة كل واحدة من الفنانتين في القدرة على المرور سريعاً من الصبية إلى العجوز إلى المراهقة إلى ربة البيت إلى الحامل إلى العاملة إلى الراقصة... وغيرها من النماذج البشرية النسائية في المجتمع. ويعود الفضل الأول في ذلك إلى المؤلف والمخرج هيبير الذي أشرف على تدريبات طويلة قبل حفلة الافتتاح، ولم يتردد في إجبار مانوشا وهيبير على الإعادة والتكرار والبحث عن أنسب طريقة لتقمص كل شخصية. وعلى رغم تواضع الإمكانات في مسرح «مونمارتر غالابرو» الصغير الحجم مقارنة بالقاعات الضخمة التي تؤوي المسرحيات الكلاسيكية، أنجز هيبير عملاً ناجحاً حصد إعجاب وسائل الإعلام المختلفة، فضلاً عن الجمهور العريض المتدفق في كل سهرة والذي يصفق طويلاً في ختام كل عرض. وثمة خيط رفيع يربط بين الشخصيات النسائية المختلفة في المسرحية، وهو نميمة النساء على بعضهن بعضاً، سواء كان ذلك بين صديقات مزعومات أو حتى شقيقات. وعرف هيبير كيف يفلت من النقد السلبي من جانب جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة، ذلك أنه يروي كل شيء بأسلوب فكاهي وساخر، وهذه قمة الذكاء بطبيعة الحال في أي عمل فني يرغب في انتقاد فئة ما في المجتمع.