افتتحت، مساء يوم السبت الماضى، فعاليات الدورة الخامسة والخمسين لهرجان تاورمينا لسينما البحر المتوسط بصقلية (إيطاليا). حفل الافتتاح تميز بالبساطة الشديدة، كما تمتع بالمرح وخفة الظل الشديدين سواء من قبل مقدمي الحفل أو من قبل النجوم وضيوف الشرف، حيث ذكرت «ديبورا يانج»، الناقدة بمجلة «هوليوود ريبورتر» ورئيسة المهرجان، أن هذه الدورة تحتضن فرنسا كضيف شرف بعدما استضافت من قبل السينما المصرية والتركية، كما تحتفل بالسينما البرازيلية والسينما الأمريكية الكوميدية الشابة، وتفتح المجال لسينما إيطالية جديدة شديدة الشباب والحيوية. في حفل الافتتاح، تم تكريم «مايكل أنجلو فينشيني»، المصور الفوتوغرافي الذي قام بتغطية الدورة الأولى للمهرجان، وصعدت على المسرح نجمة الإغراء الإيطالية القادمة من ستينيات القرن الماضي «باربرا بوشيه» التي تشارك كضيفة شرف في فليم «غموض» المعروض في المسابقة الرسمية، حيث أمتعت الحضور بفاصل من السخرية والضحك المتواصل بسبب مخرج الفيلم الذي صمم على الاتصال بها وهي خارجة للتو من حادث، واضطرت إلى الموافقة على الدور خوفا على المخرج كما قالت، وتحدثت عن ابنها الذي أصبح يقدم أشهر برنامج «طبخ» فى التلفزيون الإيطالي؛ كما تم تكريم الممثل الإيطالي الكوميدي «إنزيو جورجيو»، وهو من أشهر الممثلين الكوميديين هنا ولديه برنامج كوميدى يومي على التلفزيون الإيطالي يتناول فيه الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية الجارية، وعرض له فيلم «والد جيوفانا»، حيث يؤدي، للمرة الأولى، في حياته دورا «تراجيديا» تدور وقائعه في إيطاليا أثناء الحرب العالمية الثانية، وقال «إنزيو» وهو يقف على خشبة المسرح: «أعرف أن هناك فيديوها و«دي في دي» وتحميلا للأفلام من الأنترنيت، لكن سحر شاشة السينما الكبيرة يظل غير قابل للمقارنة». في حفل الافتتاح، عرض فيلم وثائقي مدته 45 دقيقة، يستعرض تاريخ المهرجان الذي امتد على مدى 55 عاما، ويشير إلى كيف أن حلم معظم النجوم في العالم كان الوقوف على خشبة المسرح اليونانى الكبير الذي احتضن ما لا يقل عن ثلاثة آلاف عاشق من عشاق السينما في حفل الافتتاح، وذلك عبر استعراض النجوم الذين سبق لهم أن وقفوا على مسرح تاورمينا، ومنهم فللينى ومارلون براندو وصوفيا لورين وبيتر أوتول وألبرتو سوردي، نجم الكوميديا الإيطالي، وإنغمار برغمان وروبرت دي نيرو ومونيكا بيلوتشى وتوم كروز وأنطونيو باندرياس ورومان بولانسكى ومايكل أنجلو أنطونيوني وبيدرو ألمو دوفار وكلوديا كاردينالي... قبل أن يعرض فيلم الافتتاح، وهو أمريكي بعنوان «الاقتراح» من إخراج آن فليتشر عن سيناريو لبيت كياريللي وبطولة ساندرا بولوك ورايان رينولدز في أول عرض عالمي له. لجنة التحكيم هذه الدورة تتكون من النجمة الأمريكية «إيمي موليس» والإسرائيلي «آري فولمان» مخرج فيلم «الرقص مع بشير» والمخرج الفرنسي «لوران كانتيه» الحاصل على سعفة كان الذهبية 2008 عن فيلم «بين الجدران». ومن المعروف عن مهرجان تاورمينا أنه من أعرق المهرجانات في العالم، ويهتم كثيرا بالسينما العربية ، حيث سبق أن فاز فيه العام الماضي الفيلم المصري «عين شمس» بميدالية تاورمينا الذهبية، كما تشارك في هذه الدورة ثلاثة أفلام عربية في المسابقة الرسمية، وهي المغربي «كازانيغرا» للمخرج نور الدين الخماري، والمصري «خلطة فوزية» للمخرج مجدي أحمد علي، والسوري «الليلة الأخيرة» للمخرج حاتم علي في عرضه العالمي الأول، ويتناول آخر يوم في السجن لثلاثة معتقلين سياسيين سوريين قبل الإفراج عنهم بسبب ضغوطات دولية.