التشويق والإثارة والحماس، عناوين كبرى ميزت جلسة انتخاب رئيس مقاطعة مولاي رشيد في الدارالبيضاء، بفارق صوتين فقط، فاز بهما المستشار المصطفى الحايا، عن حزب العدالة والتنمية، على مرشح الأصالة والمعاصرة، مصطفى رهين، بحصة 14 صوتا مقابل 12 صوتا. لحظة فرز الأصوات كان المرشحان للرئاسة يضعان أيديهما على قلوبهما، خاصة أن الفرق لم يكن يتعدى، أثناء الفرز، صوتين أو ثلاثة أصوات، وبمجرد ما أعلن عن نتيجة الاقتراع انفجر أنصار العدالة والتنمية فرحا بفوز مرشحهم المصطفى الحايا، الذي ابتسم له الحظ في التجربة الجماعية الحالية، إذ تمكن بعد صراع مرير من تقلد منصب النائب الخامس للعمدة محمد ساجد. وبدا مصطفى رهين أكثر هدوءا أثناء الإعلان عن نتيجة الاقتراع، إذ أسرع نحو الحايا وهنأه على الثقة التي وضعها فيه أعضاء المقاطعة، وتوجه رهين نحو أنصاره قائلا “راه خاصنا نتاعونوا وأي واحد حصل على الرئاسة غادي نتعاونوا معاه من أجل مصلحة هذه المقاطعة”. بعد ذلك غادر رهين الجلسة لفسح المجال للقاعة لاختيار النواب، ليليه مجموعة من مؤيديه، وكان من بينهم نور الدين بركاع، عن الاتحاد الدستوري، الذي كان من بين أهم المرشحين للرئاسة، قبل أن يتراجع في آخر لحظة عن هذا الأمر. وإذا كان المصطفى الحايا لم يخف سعادته بمنصب رئاسة المقاطعة، فإن متتبعين للشأن المحلي في هذه المقاطعة أكدوا أن المهمة لن تكون سهلة بالنسبة إلى الحايا، خاصة أن مقاطعة مولاي رشيد ترزح تحت الكثير من المشاكل، بل إنها توجد على رأس المناطق المهمشة في الدارالبيضاء، وأضافوا أن العدالة والتنمية سيجتاز امتحانا عسيرا بحي مولاي رشيد. وقال فاعل جمعوي في مقاطعة مولاي رشيد “في الحقيقة المرشحان يستحقان الرئاسة، وهذا ما جعل التصويت لا يحسم إلا في الدقائق الأخيرة، إذ لم يكن هناك فرق شاسع بين الطرفين، وإذا كان الحايا فاز بمنصب الرئاسة، فهذا لا يعني أن المسار انتهى بالنسبة إليه، بل إنه مدعو، باعتباره رئيسا للمقاطعة ونائبا للعمدة إلى أن يدافع عن مقاطعة مولاي رشيد للاستفادة من عدة مشاريع تنموية تبقى المنطقة في حاجة ماسة إليها، سيما أن مقاطعة مولاي رشيد عانت سنوات طوال التهميش والإقصاء.