قال نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن أثناء لقائه مسؤولين فلسطينيين في رام الله إن الفلسطينيين يستحقون دولة مستقلة وقابلة للحياة. وأضاف أن الولاياتالمتحدة ملتزمة بالتوصل الى حل نهائي لقضية الشرق الأوسط، وتعهد بأن تلعب دورا فاعلا في المحادثات السلمية.وقال بايدن في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد في رام الله إثر لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن واشنطن ستعمل على الحد من الخطوات المسببة للتوتر. وكان عباس قد طلب من بايدن في نفس المؤتمرالعمل على إلغاء القرار الإسرائيلي بتوسيع مستوطنات في القدس.وطالب إيضا برفع الحصار عن غزة والسماح بإدخل مواد بناء اليها لاعادة بناء 25 ألف منزل مهدم. من جهته أكد إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس المقالة في غزة أن إعلان إسرائيل عن بناء وحدات إستيطانية جديدة في ظل وجود نائب أوباما في المنطقة يمثل غطاء أمريكيا لها. وأضاف هنية في تصريحاته للصحفيين اليوم أمام مقره في غزة أن قرار العرب بالعودة للمفاوضات مع إسرائيل سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة كان خاطئا وشجع إسرائيل على القيام بمزيد من الإستيطان والضم على حد تعبيره. وأعتبر هنية أن المفاوضات لمدة أربعة شهور مع إسرائيل لن تحقق شيئا للفلسطينيين لأن المفاوضات السابقة والتي استمرت أكثر من عشر سنوات لم تحقق شيئا، مطالبا العرب والسلطة الفلسطينية بالكف عن الهرولة وراء التفاوض مع إسرائيل حسب تعبيره. تحد وفي وقت سابق قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن “إن إعلان إسرائيل عزمها على بناء 1600 وحدة سكنية في حي استيطاني في القدس تحد للجهود الأمريكية”. وقال فياض إن الإعلان الإسرائيلي يقوض الثقة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. في نفس الوقت قدم وزير اسرائيلي اعتذارا بسبب ما وصفه “إحراج حقيقي” تسبب به الإعلان الإسرائيلي لبايدن. وقال مساعدون لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن وزارة الداخلية الإسرائيلية التي تسيطر عليها حركة شاس المتشددة أعلنت عن الخطة الاستيطانية من وراء ظهر نتنياهو. وكان بايدن التقى في رام الله سلام فياض على أن يجتمع لاحقا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بهدف طمأنته بشأن الجهود الأمريكية الأخيرة لإحياء عملية السلام. وقال عريقات إن الاعلان الإسرائيلي المفاجئ للتوسع الاستيطاني سيكون البند الأهم على جدول أعمال اللقاء الذي سيجمع بايدن بعباس في رام الله. وأضاف عريقات قائلا: “الحكومة الإسرائيلية تجعل من الصعب علينا وعلى الأمريكيين والمجتمع الدولي أن نتقدم سنتيمترا واحدا باتجاه إحياء العملية السلمية”. توقيت الإعلان وشكل الإعلان الإسرائيلي عن إقرار الحكومة بناء الوحدات الاستيطانية إحراجا لبايدن خاصة أنه جاء عقب اجتماعه بالرئيس ورئيس الوزراء الإسرائيلي . وفي خطوة تبدو احتجاجية على الإعلان الإسرائيلي وصل بايدن الى دعوة عشاء مع مقررا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متأخرا تسعين دقيقة عن موعده، وانتقد بشدة الإعلان الإسرائيلي الذي جاء بعد موافقة الجانب الفلسطيني على إجراء جولة جديدة من المحادثات مع الجانب الإسرائيلي بوساطة أمريكية. وقال بايدن إن “مضمون وتوقيت الإعلان الإسرائيلي هو من النوع الكفيل بتقويض جو الثقة الذي نحتاجه الآن. نحن بحاجة لتشجيع أجواء المفاوضات لا تعقيدها”. وقد أثار الإعلان الاستيطاني الإسرائيلي موجة من الاستنكار شملت مصر والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. كما انتقدت الصحافة الإسرائيلية الخطوة الاستيطانية ، ووصفتها بأنها محرجة. وكان الرئيس الأمريكي قد دعا الى تجميد كامل للنشاطات الاستيطانية الإسرائيلية، ولكنه لم يعترض على القرار الإسرائيلي بتجميد مدته عشرة شهور للنشاطات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية دون القدسالشرقية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 والتي يطالب بها الفلسطينيون كعاصمة لدولتهم المستقلة. وكان الفلسطينيون قد وافقوا بداية الأسبوع على إجراء مفاوضات غير مباشرة مع الطرف الإسرائيلي من خلال وساطة أمريكية، بعد أن رفض عباس إجراء مفاوضات مباشرة مع الإسرائيلين ما لم يلتزموا بتجميد كامل للنشاطات الإستيطانية. يذكر ان النشاطات الاستيطانية تستحوذ على مساحات متزايدة من الأراضي الفلسطينية مما سيقطع أوصال أراضي الدولة الفلسطينية المستقبلية. ويقيم 300 ألف مستوطن يهودي في الضفة الغربية بالإضافة الى 180 الفا في القدسالشرقية.