طلبت وزيرة الخارجية الاميركية ، هيلاري كلينتون، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ، جون كيري ، بالحاح ، من رئيس الوزراء الاسرائيلي ، بنيامين نتانياهو ، تجميد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة. وقد انضمت كلينتون وكيري في هذا الصدد الى موقف الرئيس الاميركي باراك اوباما ، الذي اعلن بعد استقباله نتانياهو في البيت الابيض ""ان الاستيطان يجب ان يتوقف"", ونائب الرئيس ، جو بايدن، الذي عبر عن الرسالة نفسها في مطلع الشهر. وذكرت وزيرة الخارجية الاميركية ، ردا على سؤال في مؤتمر صحافي، بان الادارة الاميركية ترغب في قيام دولة فلسطينية، وانهاء الاستيطان. وقالت كلينتون ""الرئيس (اوباما) كان واضحا جدا: انه يريد وقف الاستيطان"". واضافت السناتورة عن نيويورك سابقا ، التي تعتبر ميالة اكثر من اوباما الى تجنب توجيه الانتقاد الى اسرائيل, ""دعوت نتانياهو في وقت لاحق ، وكررنا ان هذا هو موقف الحكومة الاميركية وسياستها"". واضافت ""الفلسطينيون يستحقون دولة قابلة للحياة, ينبغي عدم القيام باي امر من شأنه تهديد النتيجة المحتملة لجهود السلام ومنع هذا الحل الذي يقوم على دولتين من ان يرى النور"". واكدت الوزيرة الاميركية ""نحن مصممون على السعي الى حل الدولتين"". وتابعت كلينتون ""لا نزال ملتزمين امن اسرائيل, لكن هدفنا ان نرى الشعبين يعيشان معا (...) وان يكون لنا مستقبل ليس فيه نزاعات"". وفي وقت سابق، دعا السناتور عن مساتشوسيتس، جون كيري, نتانياهو الى احترام التعهدات التي وافقت عليها اسرائيل في2003 في اطار خريطة الطريق, خطة السلام الدولية التي بقيت حبرا على ورق. وقال كيري ، في ختام لقاء مع نتانياهو بالكابيتول ، مقر الكونغرس الاميركي, ""ذكرت رئيس الحكومة (الاسرائيلية) انه من المهم ان تتقدم اسرائيل خصوصا بشأن مسالة المستوطنات"". واضاف كيري ، المرشح الديمقراطي السابق ، الذي لم يحالفه الحظ الى الرئاسة الاميركية, ""كما شددنا ايضا على ان الطريق ليست في اتجاه واحد, وليس من المفترض على اسرائيل ان تقوم بكل المبادرات"", معتبرا انه من المهم ايضا ان ""تتحرك الدول العربية لتؤكد رغبتها بالمساهمة في التقدم نحو السلام"". وكان بايدن هو البادىء في التعبير عن هذا الموقف ، مطلع ماي، اثناء المؤتمر السنوي للجنة العلاقات العامة الاميركية الاسرائيلية (ايباك) التي تعتبر مجموعة ضغط محافظة ونافذة مؤيدة لاسرائيل. وقال بايدن انذاك ""لن يعجبكم كثيرا ما ساقول لكم, لكن توقفوا عن بناء مستوطنات جديدة, وفككوا المواقع العشوائية الموجودة حاليا ، واسمحوا للفلسطينيين بحرية التنقل"". وكان نتانياهو تجاهل دعوات الرئيس الاميركي لاقامة دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل، واكتفى بالاشارة الى ""ترتيبات"" يعمل عليها لكي يعيش الاسرائيليون والفلسطينيون جنبا الى جنب. إلى جانب هذا، دعا اكثر من ثلاثة ارباع اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي من اوباما للانتباه الى ""المخاطر"" التي تتعرض لها اسرائيل في اي اتفاق سلام في الشرق الاوسط. ووجه76 سناتورا من اصل مئة ، رسالة الى اوباما ، غداة لقائه مع نتانياهو, جاء فيها ، "" يجب ان نأخذ بالاعتبار المخاطر التي قد تواجهها (اسرائيل) في اطار اي اتفاق سلام"" في الشرق الاوسط. واوضحت الرسالة ، التي اعدت بمبادرة من السناتورين الديموقراطيين ، كريستوفر دود ، وارلين سبكتر ، والسناتورين الجمهوريين ، جوني اسكسون ، وجون ثوني، ""ليس هناك ادنى شك ان حكومتينا ستتفقان على بعض المسائل وستختلفان على مسائل اخرى ، ولكن صداقة الولاياتالمتحدة مع اسرائيل تفرض علينا العمل معا بشكل وثيق ، ونحن نضطلع مجددا بدورنا التاريخي كصديق وكوسيط"". وجاء في الرسالة ايضا ""يتوجب علينا ايضا ان نواصل التأكيد على الضرورة المطلقة لتعهد الفلسطينيين بوضع حد للعنف الارهابي ، واقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش بسلام جنبا الى جنب مع الدولة اليهودية اسرائيل"".