أفتى مفتي الديار المصرية د.علي جمعة بحرمة وضع آيات القرآن الكريم أو الأذان مكان رنات الهاتف الجوال، فيما أجاز المفتي وضع الأغاني الإسلامية والأناشيد الدينية على الهاتف. وتنتشر في مصر هواتف الجوال التي تحمل رناتها آيات القرآن الكريم أو الأذان، أو حتى أجزاء من خطب بعض الدعاة، وذلك كدلالة على انتشار مزيد من مظاهر “التدين” في المجتمع المصري، بحسب رأي عديد من المراقبين. وشدد جمعة “علي انه ليس من اللائق ولا من كمال الأدب مع القرآن الكريم أن نجعله مكان رنة الهاتف الجوال” بحسب فتوى رسمية أصدرتها الدار، وحصلت “العربية.نت” على نسخة منها . وأكد د.ابراهيم نجم مستشار المفتى للعربية.نت “أن كثيرا من الأسئلة حول وضع آيات القرآن الكريم مكان هاتف الجوال بحيث تصبح نغمة الرنين عبارة عن جزء من آية أو الأذان فأفتى فضيلة المفتي بحرمة ذلك لاعتبارات عديدة، أولها أن هذا الأمر لا يليق بقدسية القرآن أو الأذان “. وأضاف د ابراهيم نجم “ان للقرآن من القداسة والتعظيم ما يجعلنا نرفض وضع آياته بديلا عن رنات الجوال وذلك انطلاقا من قوله تعالى “ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب “‘الحج32′ . وتابع مستشار المفتي متسائلا “ماذا لو كان الانسان فى مكان غير طاهر مثل الخلاء أو الغائط ثم رن الهاتف بآيات القرآن أو الأذان، في مثل هذا الموقف لا يصح الاستماع الى القرآن الكريم، ومن هذا المنطلق لا يجوز وضع القرآن على الهاتف أو استخدامه كرنات”. “الخروج عن الإطار الشرعي” وأكد مفتي مصر في فتواه حول وضع القرءان الكريم أو الآذان مكان رنات الجوال “ان في ذلك الفعل نوعا من العبث بقداسية القرآن الكريم الذي انزله الله للذكر والتعبد بتلاوته، وليس لاستخدامه في امور تحط من شأن آيات القرآن الكريم وتخرجها من اطارها الشرعي”، وأجاز مفتي مصر بديلا عن ذلك وضع أناشيد اسلامية أو مدائح نبوية تتناسب مع قصر رنة الهاتف. وأضاف “نحن مأمورون بتدبر آياته وفهم المعاني التي تدل عليها الفاظ القرآن ومثل هذا الاستخدام فيه نقل له من هذه الدلالة الشرعية الي دلالة اخرى وضعية علي حدوث مكالمة مما يصرف الانسان عن تدبره الي الاهتمام بالرد علي المكالمة اضافة الى ما قد يؤدي اليه من قطع للآية وبطر للمعنى، بل وقلب له أحيانا عند ايقاف القرآة للرد على الهاتف”. وقال المفتى “ان الحال بالنسبة للأذان لا يختلف عن الحال بالنسبة للقرآن الكريم فلا يليق جعل رنة الهاتف الجوال جزءا من الأذان لأنه شرع للاعلام بدخول وقت الصلاة وفي وضعه في رنة الجوال احداث للبس وايهام بدخول الوقت كما ان فيه استخدام له في غير موضعه”. وقال الشيخ محمود عبدالرازق عفيفى رئيس جمعية أنصار السنة السلفية بمحافظة المنوفية بمصر للعربية.نت “لا أجد ما نعا من جعل آيات القرآن الكريم نغمة للهاتف الجوال، وفتوى د.على جمعة مفتى مصر تحتمل وجهات نظر “. وأضاف “القاعدة العامة لدينا أن القرآن يحفظ فى الصدور، أما ما زاد على ذلك فهو خير وبركة”. وأكد “نحن لا نرفض وضع القرآن فى الهواتف الجوالة، لأن الاسلام يأمرنا بأن نستفيد من كل تقنيات العصر، فربما آية يسمعها غيري تكون سببا في تغيير مجريات حياته كلها، وهو أمر قد سببه الله لنا لحفظ القرآن الكريم تطبيقا لقوله تعالى “انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون”، فربما كانت هذه الطريقة وسيلة من الوسائل التي سخرها الله لنا لحفظ كتابه العزيز من أي محاولات لتحريفه”. ولكن الشيخ على عبدالباقى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية يرفض هذا التبرير ويؤيد فتوى د.علي جمعة قائلا للعربية.نت “إن الأزهر أخذ قرارا سابقا بمنع استخدام آيات القرآن الكريم كنغمة للموبايل”. وأضاف: “القرار جاء بناء على أن استخدام آيات القرآن نغمة للجوال يتنافى مع جلال القرآن، كما أنه يؤدي إلى قطع الآية الكريمة قبل اكتمالها، مشيرا إلى أن الأزهر قرر كذلك مخاطبة الهيئة العامة للاتصالات في مصر لمنع استخدام آيات القرآن رنة للموبايل”.