قال مسؤولون في وزارة الأوقاف المصرية إن خطوات تنفيذية لبدء توحيد أذان الصلوات الخمس في قرابة أربعة آلاف مسجد القاهرة تمهيدا لتعميم التجربة على بقية محافظات مصر ال 26، ينتظر أن تبدأ قريبا، وأن الوزارة تسعي للاستفادة من تجربة تركية وأخرى لدولتين عربيتين في هذا الصدد، وتترقب قرار اللجنة الهندسية التي شكلها الوزير لبحث إمكانية تنفيذ شبكة لاسلكية لبث الأذان مركزيا من أحد مساجد القاهرة لبقية المساجد أو الاتفاق على طريقة بث هذا الآذان المركزي. وقالوا إن الفتوى التي أصدرها مفتي مصر علي جمعة السبت (25/9) بشأن شرعية توحيد الأذان، ودعوته الأئمة والدعاة في مختلف البلدات المصرية لشرح حل وشرعية ذلك للجمهور "حتى لا يحدث خلاف أو نزاع"، كما قال، وفرت لوزارة الأوقاف المصرية سندا شرعيا تقف عليه في مواجهة الدعاة والعلماء الذين انتقدوا وهاجموا فكرة توحيد الأذان. وكان مفتي مصر أصدر فتوى بناء علي طلب وزير الأوقاف، قبل مؤتمر صحفي خصص الوزير للرد على الانتقادات الموجهة للفكرة، قال فيها إن "الفقهاء الأربعة (مالك وأبو حنيفة وابن حنبل والشافعي) اتفقوا على أنه يمكن أن يكون الأذان واحدا في البلدة كلها وأنه يكفيها الأذان الواحد لان الأصل في الأذان هو الإعلام"، وأن "توحيد النداء للصلاة مطلوب خاصة إذا كان ذلك من أجل استيفاء شروط الأذان وآدابه وشروط المؤذن وصفاته". وحرص المفتي الدكتورعلي جمعه علي تأكيد أن "طاعة ولي الأمر في تطبيق مذاهب العلماء واجبة كما هو مقرر فقها". كما أكد وزير الأوقاف أن الوزارة أرسلت تستفسر من دولتين عربيتين، لم يذكرهما، إضافة إلى تركيا يطبقون فكرة توحيد الأذان للاستفادة من تجاربهم، وأن الموضوع ما زال تحت الدراسة، ونفي أن يكون توحيد الأذان نتيجة ضغوط أمريكية أو خارجية أو أن يكون مقدمة لإلغاء خطبة الجمعة أو أذان الفجر، كما أشيع على لسان بعض معارضي الفكرة. وقال إن توحيد الأذان "مهم في تحسين صورة الإسلام في الداخل والخارج وتحبيب الناس في أمور دينهم، إضافة إلى إعادة الانضباط إلى الأذان والقضاء على العشوائية. جدير بالذكر أن بعض مواقع الإنترنت الإسلامية مثل موقع "إسلام أون لاين" نشرت فتاوى مضادة لرأي مفتي مصر بشأن مسألة توحيد الآذان في المدينة الواحدة، ونقلت عن الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة أستاذ الفقه وأصوله بجامعة القدس في فلسطين قوله "إن الأذان شعيرة من شعائر الإسلام، وينبغي المحافظة على شعائر الإسلام، وعدم إدخال أي تغيير أو تبديل فيها، لأن فتح هذا الباب يؤدي إلى الابتداع في الدين، ومسألة توحيد الأذان، وجعل جميع مساجد المدينة الواحدة، مربوطة بشبكة موحدة للأذان، ويؤذن مؤذن واحد فيها، ويبث أذانه في جميع المساجد مسألة حديثة بحاجة إلى بحث ونظر". قدس برس