لمنع التشويش على المصلين، والإخلال بخشوعهم في الصلاة، نتيجة عدم التزام عدد كبير من المُصلين بإغلاق أجهزة البيجر والهواتف النقالة (المحمولة)؛ بدأت وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية مع بداية شهر يونيو الجاري 2002 في تطبيق تجربة "تكنولوجية" بالاستعانة بأجهزة حديثة للتشويش على هذه الأجهزة وإبطال مفعولها خلال الصلاة، وذلك في خمسة مساجد بمنطقة الأحمدي، وذلك على سبيل التجربة تمهيدًا لتعميمها في مساجد المحافظات الأخرى الكبرى، وعددها أكثر من 200 مسجد. وقال "عبد الله شهاب" -مدير إدارة مساجد محافظة الأحمدي إن التجربة أثبت نجاحها. موضحًا أن أجهزة التشويش عبارة عن "بوردات" صغيرة يمكن تثبيتها بكل سهولة بأي جهة من جهات المسجد، بحيث تستطيع تغطية مساحات تتراوح بين 500-600 متر مربع، وهو ما يعني قدرتها على إبطال عمل البيجر والهواتف النقالة في جميع أنحاء المسجد. التجربة ليست فريدة من نوعها في الكويت، بل هي مطبقة في مجلس الأمة، بحيث تقوم بعملها على أتم وجه خلال الجلسات، كما تم اعتمادها في مستشفى الأمراض الصدرية بالكويت، ولأن وزارة الأوقاف سوف تتوسع في تطبيقها فقد انهالت عليها العروض من بعض الشركات، لكي تتم تجربة أجهزتها، حتى إن الأجهزة الخمسة الموجودة في مساجد الأحمدي مقدمة من شركات مختلفة، وتخضعها الوزارة حاليًا لمعايير التفضيل التي تتضمن الجودة والسعر، من أجل اختيار أفضلها والتعاقد على شرائح لحسابها. ويستبعد شهاب وجود أية مضار صحية على المصلين من وراء تركيب هذه الأجهزة، موضحًا أنه في حالة نجاحها سيتم وضعها في المساجد التي يوجد عليها إقبال كبير من المصلين، إضافة إلى المساجد التي تقام بها خطبة الجمعة، وليس في جميع مساجد المحافظات الست بالكويت، مراعاة للتكلفة الباهظة التي يمكن أن تترتب على هذا الأمر. وهكذا لن يكون إمام المسجد في حاجة إلى تكرار التنبيه قبل الصلاة ب"الرجاء إغلاق أجهزة البيجر والمحمول"، كما لن تكون الوزارة بحاجة إلى تعليق لوحات إرشادية بهذا المعني داخل المساجد، ولن يتأذى المصلون من العدد المتزايد من النغمات الصادرة عن هذه الأجهزة بفضل هذه التجربة.